بما أن الدنيا عيد وحق الناس تحلم وتتمنى رح أتمنى عن المواطنين على طريقة أيام زمان عندما كنا في الجامعة، حيث كان يأتي إلى قسم الصحافة بعض ممن تخرجوا قبلنا ويطلبون أن نعطيهم صوراً شخصية ونكتب الاسم على الصورة وننتظر اليوم التالي لنرى صورنا في الجريدة وقد عبرنا عن رأينا في المناسبة المُحتفى بها دون أن نقول كلمة واحدة، فالزميل الصحفي الذي كنا نراه كالهرم كتب آراء الجميع مع بعض التميز لآراء الصبايا حيث كانت أطول وكلماتها متماسكة أكثر، هذا الأمر كان يحصل غالباً في مناسبات عديدة ولكن الأهم كان في مناسبات انتخاب مرشحين لمنصب ما ولا سيما ذلك السؤال المباشر النافذ، ماذا يريد المواطن من مرشحه لمجلس الشعب؟.
طبعاً نحن كنا فرحين بالحالة لا سيما أن صورنا وآراءنا نزلت بالجريدة ويمكن” شافوها ” بالضيعة وصرنا حديث الضيعة على نمط تريندات هذه الأيام.
بالعودة إلى أمنيات المواطن بالعيد، فالأمنيات كثيرة جداً لأن الوضع المعيشي متردٍّ جداً وكل شيء أصبح أمنية وحلماً، ولكن المواطن رغم كل شيء يدرك وضع الدولة ولذلك أصبحت أمنياته مقتصرة على قضايا لا تكلف الدولة ليرة سورية واحدة، ومن هذه الأمنيات أولاً إصدار عفو عام واسع الطيف عن مرتكبي الجرائم التي ليس فيها ادعاء شخصي وهو أمر مهم لعدد كبير من الناس حيث هناك مخالفات وقصص لا ترقى إلى الجرائم، وكذلك هناك مظاليم وجرائمهم لا تؤذي أحداً ولا تقوض الدولة وهذه الجرائم ضررها أقل بكثير ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء وشملهم العفو في إطار أن الدولة أم للجميع وفي تبني سياسة تبييض السجون.
الأمنية الثانية لشريحة كبيرة من الناس هي تثبيت المتعاقدين وهؤلاء عددهم كبير جداً ونسبة كبيرة منهم من ذوي الشهداء، وهناك أشخاص ينتظرون هذا الأمر منذ ٢٠ سنة وهم على أبواب التقاعد، وهناك أشخاص تغير وضعهم الاجتماعي فمنهم من تزوج في محافظات أخرى، ومنهم من أجبرتهم الظروف للعودة إلى قراهم ومحافظاتهم لأن الراتب لا يكفي أجرة غرفة ولا أجرة تنقل.
الأمنية الثالثة صدور أمر تسريح للأعمار الكبيرة من الاحتياط وكذلك لكل من تجاوزت خدمته خمس سنوات.
أيضاً هنا أمنية رابعة لكل طلبة الجامعات بدورة تكميلية تشمل الجميع لأن هناك مستنفذي فرص وأيضاً كل الطلاب الذين قدموا مواد بعد الزلزال سيطرت عليهم حالة من القلق والتوتر والدوار ومنهم احتاج لمعالجة نفسية وهم يطالبون بدورة تكميلية.
طبعاً هذه الأمنيات لا تكلف خزينة الدولة ليرة سورية واحدة ولكنها بالمحصلة تخص أكثر من مليون ونصف عائلة وهي شريحة كبيرة وتحقيق هذه الأمنيات إضافة للأمنيات التي تستطيع الدولة تحقيقها سيغير في حالة التفاؤل والدفع إلى الأمام.
أُمنيات تكتسب صفة الحق، وتتصف بالإجرائية لأنها لا تكلف الدولة ليرة واحدة، والأمنية الأخيرة هي في أن تكون الحكومة شريكة في تحقيق أمنيات المواطن وليس في تبريدها وربطها بالحصار والعدوان والعقوبات ومحدودية الموارد.
معد عيسى