الثورة _ رنا بدري سلوم:
أن تتلمس قدميك الداميتين، وأنت تحلم في ارتداء حذاء باهظ الثمن، ليس لأنه باهظ بل لأنك المعدم، فذاك يعني أنه لا يزال لحلمك بقية، إن شاءت الأقدار لك في اقتنائه، أما عن القدمين فهي قصة مماثلة لطفل فقدها في قذيفة هاوون بعد أن حلم بحذاء، في الملمح العام هي قصة «بوط أحمر» لكنها في المضمون صراعات الحلم والبقاء والأمل والإرادة، لزين طفل بعمر الثانية عشر، نتعاطف معه منذ المشاهد الأولى لفيلم سينمائي قصير وهو يحلم في شراء بوط أحمر، وفي المشاهد التالية يظهر إصراره في شرائه فيعمل بعد دوامه المدرسي ويتعرض للعديد من الانكسارات والصعوبات.
الفيلم سيناريو وإخراج فارس شاهين، وشارك به في المهرجان الدولي الإلكتروني للأفلام القصيرة بدورته الرابعة، وفي تصريحه لصحيفة الثورة بيّن شاهين: أنه اختار فيلمه عن بقية أفلامه «ورم على الروح» و»رسائل لم تصل أبداً»، لأن ما يميزه عنده أنه وظف فيه قدراته الإبداعية والإخراجية المليئة بالمخزون العاطفي الذي يشبهه، أما قصة الطفل زين فهي كما أشار قصة لوالده القاص والكاتب سامر شاهين مع تدخله في تغيير النهايات إلى نهايات مفرحة، وهي رسالته الفنية في التجدد والانجاز والسعادة وتحويل المأساة إلى حالة إبداعية تشي بالفرح والمتعة للمتلقي فترسم بسمة ودمعة في آن، لتدغدغ العواطف وتستحوذ على العقول.
شاهين لم يتجاوز الثالثة والعشرين من العمر، مخرج أفلام قصيرة وصانع محتوى، يمتلك تجارب مسرحية عديدة منها كتابة وإخراج مسرحية «11 زائر»، يعمل في مجال الدعاية والإعلان كمخرج و مصوّر، يخرج أعماله السينمائية عن ظهر قلب، لأنه وكما قال يعيش الحياة بما فيها وينقلها بطريقة فنية مبدعة وآنية، حتى كارثة الزلزال تناولها في فيلمه لتوظيف المشاعر السلبية وتحويلها إلى ذاكرة فنية تؤرخ الحالات الإنسانية التي نعيشها لدقائق في فلم «بوط أحمر»، وفي الفيلم لا يحصل زين على ما يريد، إنه الطفل الحالم الذي يشبه ملايين الأطفال حول العالم، يصرخ في وجه الفقر والظلم والحياة، ليقول: نحن خلقنا لنحيا وسنحيا.