الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
لفت مدير عام الهيئة العامة لمستشفى دمشق الدكتور أحمد عباس لـ “الثورة” إلى أهمية التوعية بمرض السكري وأثره في تغيير الحياة، وبأثر العادات غير الصحية ودورها في الإصابة بالسكري، وتشجيع أفراد المجتمع على تغيير العادات غير الصحية، والتي تؤدي للإصابة بالسكري، بالإضافة إلى تشجيع المجتمع المحلي على اكتساب سلوكيات وعادات صحية لتأخير الإصابة بالسكري لمن لديهم عامل خطورة للإصابة.
وأوضح أنه في إطار ذلك وبالتزامن مع الحملة التي أطلقتها وزارة الصحة عن مخاطر وأضرار تناول السكر الأبيض عشوائياً تحت شعار “سكر أقل.. صحة أكثر” أقامت الهيئة ندوة حوارية تعريفية تثقيفية توعوية عن مضار ومخاطر السكر الأبيض وآثاره على الصحة العامة والأذيات التي يمكن أن يحدثها، بمشاركة أطباء من اختصاصات مختلفة، أكدوا من خلالها على أهم النصائح والتوصيات من خلال تغيير نمط الحياة (غذاء صحي بعيد عن السكر)، والتقليل من النشويات والكربوهيدرات، وتعدد الوجبات من غير الشعور بالشبع، والإكثار من شرب الماء، والاستعاضة عن السكر بشقيه (الأبيض والأسمر) بتناول السكريات الطبيعية في الفواكه وغيرها، وممارسة الرياضة بشكل دائم أقلها رياضة إكسير الحياة (المشي) لمدة نصف ساعة يومياً، وقياس معدل سكر الدم بشكل دوري ومنتظم.
وتناول الدكتور عباس خلال مداخلته آثاره على الجهاز الهضمي عند حدوث الداء، ومخاطر الداء السكري تشمل كامل الأنبوب الهضمي، بدءاً من المريء حيث يزداد خطر التهاب المريء الفطري والقلس المعدي المريئي، وفي المعدة يحدث ركودة معدية وتأخر إفراغ إلى الأمعاء، وكذلك يصيب الأمعاء الدقيقة حيث يرافق الداء الزلاقي الداء السكري في 5% من الحالات، موضحاً أنه تزداد نسبة حدوث حصيات المرارة إلى 5 أضعاف كما أنه يحدث تشحم كبد بنسبة عالية جداً.
في إطار تأثير داء السكري على الغدد أشارت رئيس شعبة أمراض الغدد الصم والسكري الدكتورة أمل حرفوش- اختصاصية داخلية غدد صم، إلى أنه علينا التمييز بين السكر المضاف للطعام (السكر الأبيض ، والأسمر) والسكر الطبيعي الموجود في الفواكه التي يجب ألا تتجاوز يومياً ١٠٠ سعره حرارية من السكر ما يعادل وسطياً ٢٤ غ باليوم، موضحة أهمية الابتعاد قدر الإمكان عن السكر الأبيض المضاف بلونيه الأبيض والأسمر لأنه قد يؤدي لزيادة الوزن بالتالي البدانة فزيادة مقاومة الأنسولين وظهور “الداء السكري” وعدم ضبط التوتر الشرياني إضافة لـ مشاكل قلبية، دماغية، كلوية، وتسوس أسنان.
وبالنسبة لأضراره على الجلد بينت رئيس العيادات الخارجية اختصاصية بالأمراض الجلدية الدكتورة هدى الأصيل أنه لا يقتصر تأثيره على ظهور التجاعيد بعمر باكر وزيادة العد الشائع أو حب الشباب، يتعدى ذلك في حالة التطور للداء السكري بـزيادة الانتانات الجلدية مثل الدمامل والفطور الجلدية والتهابات الأجربة الشعرية، وتظاهرات جلدية ناجمة عن البدانة المرافقة للسكري مثل الشواك الأسود والزوائد الجلدية، بالإضافة إلى الغانغرين الرطب والقدم السكرية والتي مصيرها البتر في ١٤-٢٤% من الحالات.
من جانبها رئيس الشعبة العينية الدكتورة فاديا شموط- اختصاصية بأمراض العين وجراحتها بينت أضرار السكر الأبيض على العين، موضحة أنه في حالة الإفراط في تناوله بشكل غير طبيعي ومضبوط ربما يتطور الأمر للإصابة بالداء السكري وندخل في دارة مشكلات العين منها: اعتلال الشبكية السكري، الساد، الزرق، فقدان الرؤيا.
ومن الناحية الكلوية أوضح رئيس شعبة الكلية الدكتور محمود درويش- اختصاصي أمراض الكلية، أن تناول السكر قد يؤهب حدوث الداء السكري الذي يؤثر على وظيفة عمل الكليه لتبدأ بتهريب البروتين عن طريق البول وحدوث القصور الكلوي بالتالي المريض سيحتاج إلى التنقية الدموية، وأن تخفيض تناول السكر وضبط أرقام السكر بالدم سينقص من نسبه البدانة ويخفف ارتفاع التوتر الشرياني بالتالي سيحمي الكلية.