بالنظر إلى المشهد الرياضي عموماً،لايمكن أن يكون الانطباع باعثاً على التفاؤل أو محرضاً على الرؤية من زاوية أن هناك عملاً نستطيع تقييمه أنه انطلاقة في الاتجاه الصحيح، فالنتائج والإنجازات،لابد لها أن تكون معياراً لجودة العمل ودرجة إتقانه، ومع سوء نتائج منتخباتنا في شتى الألعاب، وتواضع مستوى الإنجازات، فإن المزاج العام، لايتورع عن إطلاق حكم شمولي يتحدث عن عدم وجود رياضة حقيقية، وماهو متاح ليس إلا بعض الأنشطة المحلية والخارجية.
هذا المزاج ليس بعيداً عن الواقع، بل هو من وحيه، وأحد تجليات الحقيقة، التي نحاول التغاضي عنها والهروب منها، وإن بدا للوهلة الأولى أن هناك قسوة، من نوع ما، في محاولة لتقزيم كل شيء، واعتبار أن العمل الرياضي بات ضرباً من العبث!!بيد أن الغلو في كيل الاتهامات لاتحاد اللعبة هذه أوتلك، والادعاء أن ألعابنا كانت مزدهرة في الماضي، وحققت الكثير من الإنجازات في مختلف الاستحقاقات والبطولات والدورات العربية والإقليمية والقارية والدولية، وبناء على ذلك، فإن اتحادات الألعاب الحالية أوالتي سبقتها، مسؤولة بشكل مباشر عن حالة التراجع والتقهقر، في الوقت الراهن، وتتوزع المسؤولية على المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، وقمة الهرم الرياضي، فإن ذلك فيه من التجني ومجافاة الحقيقة الكثير الكثير..
نحاول إمساك العصا من منتصفها،لنقول إن واقعنا الرياضي نتيجة لسلسلة من التراكمات والترسبات، ومن غير المنطقي إلقاء اللائمة على أشخاص على كراسي المسؤولية، فتصحيح الأخطاء وتقويم الاعوجاج يتطلب جهوداً جماعية مخلصة، وإعادة نظر في كل التفاصيل والخطوط العامة أيضاً، وليس إعادة تدوير الإشكاليات المزمنة.