الملحق الثقافي:
(أزل) مجموعة شعرية جديدة للشاعر الدكتور بيان محمود السيد.
اقتصرت المجموعة الشعرية الجديدة (أزل)، على الشعر الموزون والالتزام بالروي والمواضيع التي تعكس انفعالاً وجدانياً صادقاً.
وفي المجموعة يظهر الألم الاجتماعي واضحاً عند الشاعر السيد، ويدل على صدق الحالة التي صورها بعد أن امتدت فترة المؤامرات والوجع على المجتمع كقوله في قصيدة بعنوان بحل بسيط:
بحل بسيط ستحيا سعيداً وترضى
إذا ما نسيت الكلام
وأكملت صمتك
حتى تنام..
وفي قصيدة مطر يصور الشاعر السيد الطبيعة، ويحرك جمال محتوياتها مع موضوعه العاطفي بشكل متوازن فيقول:
مطر.. حميمي المزاج
مضى على دربي
وسامر وحدتي وهاجسي.. مطر
وترتعش الأزاهير القصيرة في الشغاف
وأسير مضطربا..
ويبدو الحب في نصوص الشاعر السيد عفوياً وبريئاً ونقياً محملاً بالجماليات والطفولة والحنان، فيقول في قصيدة انتظار:
تتثاقل اللحظات
في قلق انتظارك فاعذريني
إن أطل الطفل في إلحاح أشواقي
ومن حين لحين..
وفي المجموعة تبدو الصور جلية في النصوص التي يعبر فيها عن اللهفة وتقتصر على الاستعارات المكنية فيقول في قصيدة نسمه:
تمر بحقل أزهاري
طوال اليوم أسماء
ولست أفوح إن مرت
ولا تهتز أوراقي..
(حللتِ صباحاً
أقمتِ مساءً
وأوثقت روحي كجيش احتلال.
ومثال آخر:
سلاماً
على زفرةٍ بردها من لهب.)
كما أكثر الشاعر من استخدام أسلوب الإنشاء:
(هل تدركين؟
هل تسمعين حفيف صدري
واشتياق الرّوح في حبل الوتين؟.).. إنشاء نوعه استفهام يبرز الحالة الانفعالية للشاعر. (غضّ طرفك لا تشوّه ناظريك
إنشاء:نوعه أمر).
ومن هنا كان معجم الشاعر اللغوي يميل إلى الطّبيعة والرفعة والعلو (نجم قطب، عتم، غروب، القمر، الشراع، رائحة المطر، الثلج..)
وفي الختام، يختمّ متغزلاً:
(وينساب نهرٌ شفيف الثنايا
ويزهر أفقٌ بعذب ابتسام
وأنتِ البداية إن كان بدء
وإن كان ختمٌ فأنت الختام.)..
المجموعة الصادرة عن دار دلمون الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع، وتقع في 144 صفحة من القطع المتوسط عبرت عن عواطف الشعرية الوجدانية والوطنية بصدق.
العدد 1150 – 4-7-2023