يقدم لنا كل جمهور الأهلي وجمهور الفتوة اليوم نموذجين، يمكن القول إنهما يعبران عما نريده من الكرة السورية خلال برنامج الصيف، فجمهور الأهلي يشتكي وتضج وسائل التواصل الخاصة به بمنشورات وما يشبه حرباً كلامية حول فشل إداري وفني قبيل التحدي الآسيوي، ولفتتنا كثير من التعليقات التي تقارنه بالفتوة الذي أكمل كل استعداداته، ويتساءل الأهلاويون: (لماذا لسنا مثل الفتوة؟) ويلومون الإدارة بالطبع على هذا ولسنا هنا بمكان تحديد من هو المسؤول فهذا شأن داخلي، لكننا نلفت فقط للمقارنة بين فريقين يتربعان على صدارة ووصافة الدوري.
لماذا هذه المقارنة؟ والجواب بسيط، وهو أن الموسم الكروي انتهى، وهذا لا يعني أن الإجازة أتت، بل يعني أن الموسم القادم بدأ، هكذا يفكر الفريق الناجح، مثل الطالب الناجح والمتفوق، حيث تكون الإجازة هي فترة استعداد كامل للسنة القادمة، ومن هنا جاءت المقارنة بين فريقين، حصل أحدهما على الصدارة، ومن على منصة التتويج بدأ العمل على الموسم القادم للتمسك الدائم بالصدارة، والثاني الوصيف يشتكي جمهوره وإدارته تتقاذف المسؤولية، ونتمنى أن يسرع بالاستقرار ولا يستمر بالتخبط فليس للدوري نكهة دون الأهلي القوي والمنافس.
ما نقوله هو أن استكشاف الأخطاء وإصلاحها يجب أن يتحول إلى عادة صيفية لدى إدارات أنديتنا، بدأ بالخيارات والتعاقدات المفيدة والصحيحة، وتحريك المقاعد الثابتة، وهو أمر سلبي شاهدناه خلال الموسم الماضي لدى كل الأندية بلا استثناء، هناك من يقوم بتمثيل كامل، وهناك من لم يلمس الكرة خلال كل الموسم، إلا في تبديلات الوقت بدل الضائع، والتبديلات الاضطرارية التي يفرضها الحكام حين يمارسون التعسف في مواجهة أبسط تصرف أو احتكاك.
التعديلات والتبديلات هي معدن المباراة الناجحة، اكتشاف الخطأ والخلل والإسراع لإصلاحهما بدون تضييع أي وقت خصوصاً أمام مباريات قاتلة وأخرى حساسة، هناك إدارات للأسف لا تريد وجع الرأس فتسعى لإغلاق الملف مبكراً وتقول لجمهورها: (هذا هو الموجود، والجود من الموجود)، لكننا نتطلع لموسم كروي أقوى وأكثر إثارة بكثير وهذا حقنا، ويدرك الجميع أن الإدارة الناجحة هي التي تقول إن الجود ليس من الموجود، بل من الذي يجب إيجاده لمواكبة تغيرات الخريطة الكروية والعثور على منطقة القوة بسرعة وخلال أولى المباريات والدفاع عنها بالتجدد والاستمرارية.
خلاصة القول إننا نريد جاهزية كاملة خلال مرحلة التحضيرات الصيفية، ولا نريد مبدأ (عدم خلع العباءة) وتكرار النهج القديم، لا نريد إجازات ولا فكر انهزامي كل محتواه أن الجود من الموجود، لا فالجود هو من الذي يجب إيجاده.