الثورة – أسماء الفريح:
أعلنت روسيا اليوم رفضها تمديد “صفقة الحبوب” رغم تأكيدها إمكانية عودتها إليها حال تنفيذ شرط إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وينتهي اليوم الـ 17 من تموز مفعول اتفاق صفقة الحبوب الذي وقعت عليه روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في تموز عام 2022 والذي تم تمديده عدة مرات آخرها في أيار الماضي حيث ينص الاتفاق على تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في الإفادة اليومية “الصفقة توقفت اليوم، إلا أن روسيا مستعدة للعودة إليها بمجرد تنفيذ الجزء الروسي منها”.
من جانبها, قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا أبلغت رسميا اليوم كلا من تركيا وأوكرانيا والأمانة العامة للأمم المتحدة باعتراضها على تمديد “صفقة الحبوب”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح في محادثة هاتفية مع الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا إلى العوائق القائمة أمام الصادرات الروسية والتي كان ينبغي إزالتها في إطار صفقة الحبوب، مشددا على أن الالتزامات المنصوص عليها في مذكرة روسيا والأمم المتحدة والخاصة بإزالة العوائق أمام تصدير الأغذية والأسمدة الروسية لم يتم تنفيذها حتى الآن كما أن الهدف الرئيسي من الصفقة ألا وهو توريد الحبوب إلى البلدان المحتاجة بما في ذلك القارة الإفريقية لم يتحقق أيضا.
جدير بالذكر أن الشروط الروسية لاستمرار صفقة الحبوب تتضمن خمس مسائل أساسية وردت في المذكرة الموقعة بين روسيا والأمم المتحدة تزامنا مع اتفاق الحبوب وهي إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام “سويفت” وعدم عرقلة لوجستيات النقل والتأمين واستئناف نقل الأمونيا الروسية عبر خط أنابيب تولياتي-أوديسا لتصديره من ميناء أوديسا، وتحرير أصول الشركات الزراعية الروسية المجمدة.
ولم ينفذ الجزء المتعلق بوصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية جراء العقوبات الغربية حيث تعاقب شركات التأمين وخدمات الموانئ السفن التي تتعامل مع روسيا كما ترفض أوكرانيا إطلاق خط أنابيب الأمونيا الذي يتم تصدير الأمونيا من خلاله إلى الاتحاد الأوروبي وقامت قوات كييف لاحقا أيضا بتفجير الخط بعد إعلان موسكو تعليق تسجيل السفن الأوكرانية في الموانئ حتى إطلاق الخط المذكور.
وكانت الصين أعربت في وقت سابق اليوم عن أملها في أن يستمر تنفيذ اتفاق نقل الحبوب عبر البحر الأسود بكامله، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ في إفادة صحفية: “تأمل الصين أن يستمر تنفيذ مبادرة نقل الحبوب بالكامل وهي مستعدة للعمل بشكل أوثق مع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاقيات لضمان الأمن الغذائي العالمي”.
وفي السياق, قفزت العقود الآجلة للقمح في الأسواق العالمية اليوم بعد إعلان موسكو توقف الاتفاق على خلفية رفض الغرب تنفيذ التزاماته المنصوص عليها في إطار الاتفاق.
وارتفعت العقود الآجلة للقمح لشهر أيلول المقبل بنسبة 3.82 بالمئة إلى 683 دولارا للبوشل “وحدة قياس وزن الحبوب في الأسواق العالمية” كما صعدت أسعار غلات زراعية أخرى ومنها الذرة التي ارتفعت عقودها الآجلة بنسبة 1.56 بالمئة إلى 521.75 دولارا للبوشل، وفقا لبيانات وكالة “بلومبرغ”.