الثورة – ترجمة محمود اللحام:
لم يظهر نشاط تنظيم (داعش) في إفريقيا من العدم، حيث كان أساس توسعه في هذه المناطق هو الوجود الإرهابي على شكل مجرة من الجماعات الإرهابية القريبة من التنظيم. وبالتالي، فإن ظهور (داعش) في إفريقيا قد عزز التنظيمات المتطرفة العاملة بالفعل في هذه القارة، ما أعطى دفعة جديدة لنشاطها.
ولا تزال فروع وشبكات “داعش” في موزامبيق وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا ومالي نشطة بشكل خاص، حيث ترتكب أعمالاً إرهابية ضد المدنيين وقوات الأمن.
من المرجح جداً أن يظل تنظيم “داعش” في إفريقيا نشطاً للغاية، حيث يتم تسهيل ذلك من خلال الحكومات المحلية الضعيفة، وغياب السيطرة الإدارية الحقيقية على مناطق واسعة تسيطر عليها الجماعات الإجرامية المختلفة والجماعات المتمردة، والتي يمكن أن تصبح قواعد جديدة للتنظيم.
في عام 2022، خصت (داعش) في رسالتها الإخبارية إفريقيا مرة أخرى باعتبارها المنطقة التي من المرجح أن تنجح فيها في إعادة تأسيس “تنظيمها”.
في هذا المقال، أوصى تنظيم داعش أتباعه، الذين لم يهاجروا إلى العراق أو سورية أو أي مكان آخر في الماضي، بالسعي للانتقال إلى أرض إفريقيا، لأنها برأيهم اليوم “أرض الهجرة”.
وهكذا، فإن الأراضي الإفريقية الشاسعة ذات السيطرة الحكومية الضعيفة تحول إفريقيا جنوب الصحراء إلى منطقة جذابة لتوسع (داعش)، ولن تكون مقاومتهم سهلة، حيث تؤدي المشكلات اللوجستية في مساحات شاسعة من إفريقيا إلى تعقيد تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
كما أن الخلافات بين الدول الأوروبية نفسها والحكومات المحلية تقلل من فعالية تدابير مكافحة الإرهاب، إذ يمنح محيط إفريقيا جنوب الصحراء للإرهابيين الفرصة لترسيخ وجودهم هناك، على عكس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأكثر اندماجاً مع أوروبا.
قد يتوقع المرء أن تركز أعمال (داعش) في أفريقيا جنوب الصحراء على الاستيلاء على الأراضي لتشكيل شبه دول خاصة بهم بدلاً من الهجمات الإرهابية في أوروبا. ومع ذلك، فإن تاريخ دخول الجماعات الإرهابية إلى إفريقيا يظهر أن هناك خلافات كثيرة بينها تمنعها من التوحد.
المصدر – موندياليزاسيون
