أ. د. جورج جبور:
ثمة حوار أجراه اتحاد الكتاب العرب في دمشق اليوم مع القومي العربي المخضرم الأستاذ سميح خريس الأمين العام الأسبق لاتحاد المحامين العرب.
وسررت حين وصلني علم بأن الاتحاد استضاف الأستاذ خريس في الحوار حول الأوضاع العربية، وسورية بين الانفراجات السياسية والضغوط الاقتصادية.
لا أذكر متى بدأت معرفتي بالمحامي الأردني الأستاذ سميح، الأمين العام الأسبق لاتحاد المحامين العرب، إلا أن صورته في الذهن واضحة الملامح: مناضل من أجل العرب، من أجل خيرهم ووحدتهم وقوتهم.
شهدت الحوار الذي ابتدأ بكلمة تحليلية شاملة عميقة على إيجازها كما عودنا الضيف، بل ابن البلد البار ببلاد الشام، ثم كانت مداخلات غنية.
وأخيراً كان لي حظ تقديم فكرة أراها عملية وعميمة الفائدة.
قلت: نحن في تموز وقريباً يأتينا آب هو شهر هيروشيما وناغازاكي. أليس بالمستطاع جعله شهر تشهير بالإجرام النووي الذي ارتكب والذي لم يجرؤ بعد أي رئيس أمريكي بل أي مسؤول أمريكي أن يعتذر عنه؟ أليس في اهتمامنا باب المدينتين اليابانيتين اللتين دمرتا إضعاف لأمريكا وإظهار لهمجيتها؟
ثم أثرت مع الضيف الكريم موضوع اتحاد المحامين العرب. هو منظمة الرأي الشعبي العربي الموازي لمنظمة الحكومات العربية، أسس في دمشق في موسم التهيؤ لتوقيع برتوكول الإسكندرية المنشأ لجامعة الدول العربية.
تساءلت عن الدور الذي تستحسن العناية به ألا وهو دور منظمات الرأي العام العربي، قلت إن بإمكان هذه المنظمات أن تكون تشجيعاً للتوجه الحكومي الجيد في دولة، ورادعاً للتوجه الحكومي المغاير في دولة.
تحمس الضيف والحضور لفكرة آب هيروشيما، ثم كان مسك الختام إيضاحاً مشوقاً لصفحات من خبرة معاصرة لـ “عميد المنظمات غير الحكومية العربية” أي اتحاد المحامين العرب ولاسيما في تفاعله الإيجابي مع سورية، حكمة وحكومة.
أختم بتساؤل ممتلئ رجاء: أليس بإمكان اتحادي الكتاب والمحامين قيادة جهد دولي مستنكر لما جرى في أب 1945، فاتح باب أمل لكي لا يتكرر ما كان من وحشية خجلت منها الإنسانية وما تزال؟
* بعد ظهر 18 تموز 2023.