“غلوبال تايمز”: محرمة دولياً.. لكن واشنطن توزع القنابل العنقودية  

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (DOD) مؤخراً عن حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 800 مليون دولار لأوكرانيا، والتي ستتضمن ذخائر عنقودية، مما أثار إدانة واسعة النطاق من المجتمع الدولي.
الذخائر العنقودية هي نوع من الذخائر المتفجرة التي يمكن إطلاقها من الطائرات أو الصواريخ أو المدافع، ويمكن أن تحتوي على مئات الذخائر الصغيرة المنتشرة على مساحة كبيرة من الجو ، مما يتسبب في وقوع إصابات وأضرار في مناطق واسعة.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه إذا سقطت هذه القنابل على أرض رطبة وناعمة، يمكن أن يتحول جزء كبير منها إلى “ذخائر فاشلة” والتي لن تنفجر في البداية، لكنها ستنفجر لاحقاً عندما تتعرض لقوى خارجية أو تغيرات بيئية.
استخدمت الولايات المتحدة القنابل العنقودية عدة مرات في الحروب، وقد تم استهداف لاوس وكمبوديا وفيتنام بشدة بالقنابل العنقودية، إلا أنه بعد عدة عقود، لا يزال شبح هذه القنابل يلوح في الأفق فوق  البلدان الثلاثة.
حيث يواجه المدنيون مخاطر غير معروفة، والتنمية الاقتصادية مقيدة، والأمر الأكثر إثارة للرعب هو أن السكان المحليين ظلوا وربما يظلون عالقين في هذه الحالة من عدم اليقين والخطر الدائم لعقود.
لم تشارك لاوس، المجاورة لفيتنام، بشكل مباشر في حرب فيتنام ولكنها تعرضت لقصف مكثف من قبل الجيش الأمريكي، وبين عامي 1964 و 1973، أسقطت الولايات المتحدة أكثر من مليوني طن من القنابل على لاوس، وهو رقم يعادل تقريباً عدد سكان البلاد في ذلك الوقت.
فقد تجاوزت هذه الكمية المذهلة من القنابل التي ألقيت على لاوس خلال حرب فيتنام المجموع الكلي الذي تم إسقاطه على ألمانيا واليابان خلال الحرب العالمية الثانية، وقد كانت الطبيعة السرية لهذا الصراع مقصودة، حيث سعت وكالة المخابرات المركزية إلى تعطيل طرق الإمداد الشيوعية بين لاوس وفيتنام . وجرت حملة القصف في سرية، ولم تظهر إلا من خلال جلسة استماع في الكونغرس عام 1971 وما تلاها من تقارير إعلامية. ومع ذلك، فإن المدى الحقيقي للدمار الناجم عن هذه “الحرب السرية” في لاوس لا يزال غير معروف إلى حد كبير للجمهور الأمريكي، كما جاء في تقرير سي إن إن.
ومن عام 1965 إلى عام 1973 ، أسقطت الولايات المتحدة حوالي 230516 قنبلة على 113،716 موقعاً في كمبوديا، وأشار محللون إلى أن العديد من القنابل لم تنفجر وتنتشر في المناطق الحدودية لها، مما تسبب في ضرر كبير للبيئة والتنمية المحلية، وذكرت وسائل إعلام محلية أن المنطقة المتضررة في البلاد جراء القنابل العنقودية تبلغ نحو 700 كيلومتر مربع.
لعقود من الزمان، عانى المزارعون في فيتنام ولاوس وكمبوديا من انفجارات متكررة عرضية أثناء العمل في الأرض، وقد لاحظ المحللون أن البلدان الثلاثة، وكلها أغلبية زراعية، هي الأكثر تضرراً من تراث القنابل الأمريكية.
خلال حرب فيتنام، عانت العديد من المدن الفيتنامية أيضاً من قصف مكثف، وحتى يومنا هذا، لا تزال هذه المدن تعاني من التلوث بالقنابل العنقودية، والذي كان له تأثير خطير على حياة الناس والتنمية الاقتصادية.
كشفت التقارير العامة في عام 2018 أن فيتنام لديها 61000 كيلومتر مربع من الأراضي الملوثة بالقنابل، وهذا يمثل ما يقرب من 20 في المائة من إجمالي مساحة الأرض.
إضافة إلى ذلك، تأثرت المسطحات المائية والتربة في دلتا نهر ميكونغ ودلتا النهر الأحمر أيضاً بالتلوث، الذي كان له تأثير كبير على التنمية الاقتصادية لفيتنام.
كما يقول السكان المحليون في كثير من الأحيان، “بفضل الولايات المتحدة، نحن فقراء لدرجة أن كل ما تبقى لدينا هو القنابل”، وقد أنشأت بعض الدول الغربية منظمات خيرية ترسل خبراء الذخائر المتفجرة إلى جنوب شرق آسيا لدعم جهود إزالة القنابل، ومع ذلك، بالمقارنة مع الكمية الهائلة من القنابل غير المنفجرة، فإن الدعم من هذه المنظمات يشبه قطرة في دلو.
لقد انتقد العديد من السكان المحليين الولايات المتحدة، الدولة المسؤولة عن نشر القنابل، لعدم اتخاذ إجراءات علاجية كافية على المستوى الوطني، وهذا أمر غير مسؤول للغاية.
وفقاً لتقارير من صحيفة الخمير تايمز، تحتاج كمبوديا إلى 700 مليون دولار على الأقل لإزالة القنابل العنقودية المتبقية في المناطق الحدودية. وقد أظهرت التقارير أنه منذ السبعينيات، سجلت كمبوديا مقتل أو إصابة أكثر من 64 ألف مدني بسبب بقايا هذه القنابل، وحتى يومنا هذا، لا تزال هناك تقارير عن حادث واحد على الأقل مرتبط بالذخائر أسبوعياً .
في غضون ذلك، وعلى الرغم من انتهاء حرب فيتنام قبل عدة عقود، لا يزال الكثير من الناس في لاوس يعملون كل يوم للبحث عن القنابل التي خلفتها الولايات المتحدة والتخلص منها، كما أن المنظمات الدولية ذات الصلة قلقة للغاية بشأن مسألة إزالة بقايا القنابل في لاوس وفيتنام وكمبوديا، لكنها ليست متفائلة بشأن التقدم على المدى القصير في أعمال التطهير.

آخر الأخبار
تشغيل وإحداث 43 مخبزاً في حلب منذ التحرير منتدى تقني سوري ـ أردني في دمشق الشهر الجاري   توعية وترفيه للحد من عمل الأطفال بريف القنيطرة إزالة بسطات وأكشاك في جبلة بين أخذ ورد خطوة للأمام أم تراجع في الخدمات؟  السورية للمحروقات تلغي نظام "الدور الإلكتروني" للغاز   معامل الكونسروة بدرعا تشكو ارتفاع تكاليف الإنتاج..  المزارعون: نحن الحلقة الأضعف ونبيع بخسارة   هاجس ارتفاع الأسعار.. يقض مضجع زيادة رواتب مجزية وغير تضخمية سوريا تطوي صفحة العزلة والعقوبات وتنطلق نحو بناء الثقة إقليمياً ودولياً    أوساط عربية ودولية تؤكد دعم وحدة سوريا وتبشّر بانفتاح شامل   تحقيق لـ "بي بي سي" يكشف عن شبكات منظمة وراء التحريض الإلكتروني في سوريا القوات الأردنية تُعلن إحباط تهريب شحنة مخدرات على الحدود الشمالية مع سوريا "أناضولو جيت" تبدأ أولى رحلاتها المباشرة من اسطنبول إلى دمشق كيف نكسب صغارنا بمعاملة مثلى؟ مطالب بإحداث أمانة في طفس.. الشؤون المدنية بدرعا تستأنف تقديم خدماتها معايير لتنظيم رحلات "العمرة" بين "الأوقاف والسياحة" السرقة عند الأطفال.. سلوك مقلق لكنه قابل للعلاج المصرف الصناعي يفتح الباب واسعاً أمام المشاريع الإنتاجية  المشاريع الصغيرة تحت مظلة منح القروض     بين القمح والجفاف.. الأمن الغذائي في سوريا بالخط الأحمر.. ما المطلوب حكومياً؟ مواجهة للجفاف.. الخبير البني يطالب الحكومة بإعلان حالة طوارئ استثنائية  أمازون تنشر روبوتها المليون.. وتُطلق نموذج ذكاء اصطناعي