بالكاد تختفي فضيحة في العالم الإلكتروني حتى تظهر إثرها أخرى، وتبدو تلك الفضائح هي الوجبة الأساسية التي تقتات عليها مختلف المرئيات التي تصدر ولا تعفينا منها إلا بعد أن تكون قد أتلفت مختلف خيوطها الهشة أساساً، ولكن سرعان ما ننتقل إلى أخرى لا تقل سطحية وتفاهة عن سابقتها، والغريب أن مختلف المرئيات تتناقلها بتلهف.
لو أن تلك المشاهد تحاصر ولا يراها أحد، لربما انحسرت، ولكن المشكلة أنها تلقى الرواج، وأصحابها يصبحون مشاهير، ومواقع التواصل حسب سياستها في إعطاء الأموال للمشاهدات الكبيرة، قد ينالون حصة كبيرة من الأرباح.
إنه عالم اليوم المتغير، غير القادرين على تجاهله، وفي أحيان كثيرة لا تستطيع التعايش مع كل هذا الكم من الإسفاف، واستغباء المتابعين، ولكن المشكلة في كل من يشارك في رواج أمثال هذا المحتوى ونخص منه، الذي يخترق خصوصية الناس ويستبيحها دون مراعاة القواعد الأخلاقية في التعاطي مع حرية الآخر.
منذ وجد عالم الإنترنت برزت تحديات كثيرة أبرزها كيفية الحفاظ والتعاطي مع الخصوصية في هذا العام حيث نعاني فيه من سهولة انتشار ذهنية استهلاكية وفي تزايد التعاطي مع البيانات كسلعة لجلب الأرباح، الأمر الذي يشجع على انزياح قيمي مرعب.
مرئيات اختراق الخصوصية والحديث عنها مشاهدتها تتجاوز الملايين، بينما أي فيديو يتضمن محتوى جاداً لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، إلا فيما ندر، والمشكلة أن الطلب على الأولى يزداد بشكل كبير وتعد مرتكزاً في تسويق مختلف التطبيقات والمنتجات الإعلامية الجديدة.
السبب في انتشارها العدد الكبير اللاهث وراء الفضائح، بل منتجي الفيديوهات يعتبرون حصرية الفضيحة إنجازاً لا مثيل له…!