الثورة – فاتن دعبول:
أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب مهرجاناً ثقافياً حمل عنوان” حفيف وجدان” بمشاركة عدد من الشباب الموهوبين في فنون النثر والعزف وبعض الحرف اليدوية، فكان الشباب يقطفون من زهرات البستان الثقافي ألواناً متعددة، ليقدموا مهرجاناً شبابياً بامتياز، لجهة التقديم الذي تألقت فيه الشابة هبة مظلوم، أو لجهة الإشراف الذي قاده الشاب أحمد الحسن.
وبيَّن د. إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق أن اتحاد الكتاب العرب ومنذ بداية دورته الحالية برئاسة د. محمد الحوراني، أخذ على عاتقه رعاية الشباب وتبني مواهبهم من خلال تشكيل فريق ثقافي شبابي تم إطلاقه بحفل كبير في مكتبة الأسد الوطنية.
ولا شك أن رعاية الشباب واستقطابهم وتوفير المنابر لهم هي واحدة من أهداف الاتحاد، لتحصين المجتمع وخلق جيل واع يدرك مسؤولياته ويقف في وجه كل ما من شأنه أن يمس أمن الوطن وحريته.
وأوضح بدوره أن اتحاد الكتاب العرب يأخذ على عاتقه نشر النتاج الأفضل عبر الإعلان عن مسابقات دورية لمواهب الشباب في غير نوع أدبي، لإيمانه بأن سورية عصية على الهزيمة بقوة شبابها وثقافتهم ووعيهم، وانتمائهم إلى أصالتهم وحضارتهم العريقة.
ومن يتابع هذا الحماس والالتزام الذي يتحلى به الشباب، يدرك أن سورية تكبر بأبنائها، فهم يتنافسون على تقديم الأفضل، يجتهدون ويثابرون ويحاولون لتصل نتاجاتهم إلى مستوى يليق بالمنابر التي تحتضنهم، يبثون عبر كلماتهم هموماً تثقل كاهلهم تارة، وأحلاماً تنير لهم دروب الحياة تارة أخرى.
وبين العشق والحلم والأمل تنمو مشاعرهم، ويسكبون فيها من عبق أرواحهم، فتبوح بأسرار تعيد بناء النفوس من جديد، لأنها تحكي حكاية وطن آمن أبناؤه أن نصره آت لا محالة، وأن الغد يحمل عالماً جميلاً يليق بهم.
ومن المشاركات كتبت لبابة يحيى الغوش” فوضى القلب” تقول: أن تكون على قارعة الهوى، فتمسك بك شرطة الولع، فتلك جناية العشق في كل رحلة، ولكن عندما ترسم المسافات على محيا عشقنا بحوراً وسطوراً على خارطة لاوجود لها سوى في الخيال، فيأخذ هوانا درباً نحو النجوم.
ومن قصيدة” خافقي يدريها” نقتطف للشاعر الشاب أحمد الحسن هذه الأبيات:
قصص المآقي خافقي يرويها، وبمسك شعر ناطقي يرويها
بالرغم من أن الجسوم تباعدت، فأنين وجد بالهوى يدنيها
أنا ذاتك البيضاء أدري سرها، لاتسألي كيف الدراية فيها
نفسي تراقص ألف سر في الهوى، أترين أني عاجز أفشيها..
وقرأت الشابة غنى إدلبي قصة اختارت لها عنوان” رؤية ” تقول: كئيبة هي الطريق، تنار بفعل الشغف، تصارع بورودها أشواك الصبار، مشينا، تعثرنا، ذابت أعيننا .. هل تعرفون بكم شوكة جرحت؟
وكانت مشاركة الشاب وليد وافي الحكيم بعنوان” ضعيف هارب” يقول: أشعر نفسي أنني لا أجيد التعبير، أخذت قدراتي وسلبت آمالي وانطفأ ضوء الطموح الوحيد الباقي في عتمة مخيلتي، صوتان بداخلي، أحدهما خافت جداً يهمس لي بكلمات مشجعة والآخر صوته حاد وقاس يصرخ لي ويدفعني لعدم الإكمال..
أما مشاركة الشابة هبة أبو العيال فكانت من نوع مختلف، فقد اختارت صناعة الورود التي تعتبرها رسالة المحبة للنفوس المتعبة والتي تشارك لحظات الفرح والنجاح.
كما كان للموسيقا والعزف محطة في المهرجان الثقافي الشبابي فقد شارك الشابان كنان الشحف وحيد الشحف بالعزف على آلتي العود والغيتار مع الغناء التراثي الجميل.
شارك في المهرجان الثقافي” بتول الكسلي، بيسان الحايك، رزان السرماني، صابرين البقاعي، وعد البوشي، لجين الجوماني، نور الهدى صبان”.
شباب واعد ينبىء بمستقبل مشرق، يحتاج رعاية وتوجيهاً واعياً، لتحصينه من غزو يستهدفه في ثقافته وهويته وانتمائه، حتى يكون الحصن المنيع يحمي بلاده، ويصون إرث أجداده، ويعمل على التنمية والبناء وإعادة الإعمار، فالثقافة طريقهم إلى دروب المجد والنجاح.