الثورة- ريم صالح:
بمناسبة الذكرى الـ78 لجريمة الولايات المتحدة بإلقائها القنبلة النووية على مدينة هيروشيما وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الأشخاص، حذرت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام أنظونيو غوتيرش من أن «طبول الحرب النووية تدق مرة أخرى»، فيما تجاهل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا خلال مراسم إحياء الذكرى قتل واشنطن مئات الآلاف من مواطنيه بالقنبلة النووية.
وذكّر كيشيدا «بمئات الآلاف من الأرواح التي أزهقت بقنبلة ذرية واحدة في هيروشيما» والمأساة التي حولت المدينة إلى أرض محترقة دون ذكر من تسبب بهذه المأساة، وعوضاً عن ذلك تطرق إلى روسيا التي «تهدد» حسب زعمه «بالأسلحة النووية وتجعل الطريق إلى عالم خال من الأسلحة النووية أكثر صعوبة».
من جهته، بدأ حاكم هيروشيما حديثه خلال المراسم أيضا بذكر «التهديدات النووية المزعومة من روسيا» والبرامج النووية والصاروخية لكوريا الديمقراطية، لكنه لم يذكر أو يتطرق حتى إلى الدولة التي ألقت القنبلة الذرية على المدينة.
وفي نيويورك حذر الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالة له بهذه المناسبة من أن «طبول الحرب النووية تدق مرة أخرى»، داعيا المجتمع الدولي إلى التعلم من «الكارثة النووية»، التي حلت بالمدينة اليابانية في 6 آب 1945، وقال: «طبول الحرب النووية تدق مرة أخرى، إن عدم الثقة والانقسام آخذان في الازدياد، والشبح النووي الذي كان يلوح في الأفق على الحرب الباردة قد ظهر من جديد».
وأشار غوتيريش إلى أن «بعض الدول تدق بشكل متهور بالسيف النووي مرة أخرى، وتهدد باستخدام أدوات الإبادة هذه، ولمواجهة هذه التهديدات، يجب على المجتمع العالمي أن يتحدث بصفة واحدة».
وأكد أن «المنظمة ستواصل العمل مع قادة العالم لتعزيز النظام العالمي لنزع السلاح وعدم الانتشار، بما في ذلك من خلال معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومعاهدة حظر الأسلحة النووية».
وفي السادس من آب 1945، وبأمر من الرئيس الأمريكي هاري ترومان، أسقطت الولايات المتحدة قنبلة نووية تزن أكثر من 4.5 طن اسمها «الولد الصغير» على مدينة هيروشيما، حيث اختير لها استهداف جسر «أيووي»، وهو واحد من 81 جسراً تربط سبعة أفرع في دلتا نهر أوتا، كما حدد مكان الصفر على ارتفاع 1980 قدماً.
وألقيت بعد ذلك قنبلة «الرجل البدين» على مدينة ناغازاكي في التاسع من شهر آب، حيث كانت هذه الهجمات الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة الذرية في التاريخ، وبلا أي معنى لها، حيث استخدمت في أعقاب انتهاء الحرب وإعلان اليابان استسلامها أمام الحلفاء.
وتسببت الضربة النووية بمقتل 140 ألف شخص في هيروشيما و80 ألف شخص في ناغازاكي بحلول نهاية سنة 1945، ووفاة نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي وجهت فيه الضربة، فيما أصيب مئات الآلاف بتشوهات وأمراض قاتلة تتوارثها أجيال اليابانيين حتى يومنا.
