الملحق الثقافي- بديع صقور:
فوق بحر من غيوم، نشدُّ الأحزمة…
نبحر في زرقة الكون..
ويشدني خيط آخر للسؤال:
– سريعاً نتلاشى كالغيم…
ننقرض كالديناصورات.. لماذا؟!
وأخيراً نصير إلى كمشة تراب؟!
* * *
غيوم بيضاء..
ماذا تعني لك الأحلام، عندما ينبسط لك البحر
سهولاً خضراء بلا حدود؟!
* * *
الثياب والأيام..
أشياء رثة..
تخيل هذه المستحاثات..
إذا كان لديك فائضٌ من الأحلام
فلا تتأخر عن عجن دقيق السماء
بمعجن رؤاك المنكسرة.
* * *
إذا ما توقفت الطائرة الآن..
سأخرج إلى الفضاء وأسبح في بحر زرقته
مع أسراب السمك الطائر.
* * *
بين غيمة ترفرف،
وأخرى تستعد للهبوط
تماماً.. أتذكر معالم صوتك
تماماً.. سأفتح درباً صغيراً لقدميك الصغيرتين
بين النجوم.
* * *
في هذا الخراب الكوني، قد لا تعرفني!
قد تسحبني كخيط، وتغزلني على مغزلها!
قد نرتمي بين أحضان عناقيد السماء…
نغفو هناك، ويحلو لنا البقاء!
قد!.
* * *
قبل أن نسوي ما كنا تقاعسنا عن فعله
فوق تلال القمر،
قد نسقط في موقدة السماء،
قبل أن ننجز ما كنا
سنقدم عليه!. قد!.
على حدود قبلة
على حدود قبلة نام القطا، فأيقظني
صوت «حذام»..
فتحتْ غطاء نعشه، فأطلَّ وجهه البهي
قالتْ:
– كأنه لم يمتْ.. إنه يشبه زهرة غافية..
قطارات.. تتلوها قطارات،
والمفازات بعيدة…
فتحتْ باب النهار، قالت:
– فوق كرسيه العتيق رأيته غافياً كرضيع.
* * *
يستحم الرمل بالملح والشمس
وتنسابُ حبات العرق فوق صدرها
يتلاشى الزبد فوق الحصى..
هذه النوارس يخبو نواحها
الماضي يورث جلبابه للخائبين.
* * *
من يمتلك الريح، أنت، أم الملك؟
كلاكما ذؤابة مقصوصة..
ريشتان في جناح نسرٍ هوى صريعاً
تحت عتبات الريح.
* * *
الطيور، مرتبكة وحائرة،
وخشية أن تضيع،
أبداً لا تغادر السماء.
* * *
لو ترككَ حُراسُ الملك هائماً في سدرة نومك
لنام القطا.
العدد 1154 – 8-8-2023