غداً تبدأ الامتحانات التكميلية للثانوية العامة، وهي بالنسبة لكثير من الطلاب فرصة وزارية يجب اغتنامها لرفع مجموع علاماتهم، والذي بناءً عليه يتحدد مصيرهم المستقبلي وربما فيه تكمن رغبتهم وطموحهم، من أجل ذلك يزداد قلق الطلاب خوفاً من فشل المحاولة للنهوض بتحصيلهم الدراسي والبقاء (مكانك سر)ما يجعلهم فريسة سهلة للوم وتأنيب الضمير واستهزاء وسخرية الآباء أمام الآخرين.
يواجه بعض الطلاب مشكلة في استرجاع المعلومات في القاعة الامتحانية وتراهم عاجزين عن الإجابة على العديد من الأسئلة رغم تمكنهم من المادة الدرسية وقضاء وقت طويل في حفظها وفهمها واستيعابها، وهنا يشير الباحثون إلى القلق الشديد الذي ينعكس سلباً على أداء الطالب، وقد يصل الأمر عند بعض الآباء إلى الاستعانة بطبيب نفسي أو مرشد اجتماعي ،كعلاج مهم وضروري لتخطي الأبناء هذا القلق الذي غالباً ما يكون سبباً للأرق وعدم النوم الكافي والتركيز إضافة إلى آلام جسدية.
أسابيع ويبدأ العام الدراسي، ولأن في مجالات الحياة كلها الوقاية خير من العلاج، يترتب على الأهل مسؤولية تسليح أبنائهم بالثقة بالنفس لمواجهة القلق الامتحاني ويكون ذلك بالاستعداد للامتحان ومن أول يوم بالدوام المدرسي وإنجاز الواجبات الدراسية دون تأجيل أوتسويف، وعلى الآباء الابتعاد عن العناية المرضية الزائدة وتوقعاتهم المبالغ فيها وكذلك أسلوب المراقبة المشددة وموال (اقرأ..اقرأ)لأن المذاكرة مع الإرهاق فائدتها محدودة، وقد يكون لها انعكاسات سلبية عند إجبار الطالب على مراجعة دروسه، ويقتصر دورهم في هذه المرحلة العمرية على النصح والمتابعة كمساعدتهم مثلاً في وضع استراتيجية زمنية واضحة ومرنة لدراستهم، ولانبالغ إذا قلنا أن قليل من الثقافة التربوية الأسرية تعطي الكثير من الثمار الناضجة.