الملحق الثقافي- منذر محمد ورد:
بات الزمن مثقلاً بجاهلية العصر الحجري الأول.. ترف وبذخ لحضارة مزيفة، شعاراتها تنطلق من ترويج ثقافة المجتمعات الاستهلاكية التائهة بلا قيم ولا ثقافة، وأصبح العالم كله مجرد غرفة لإفلام رعب هوليودية.. مات الحب عند الكثيرين وانعدمت الأخلاق لدى دول الغرب التي تتبجح بالحريات وحقوق الإنسان.
بات الكذب عنوان حضارتهم، وبات الصدق في عرف الكثيرين دليل الغباء، وعمّ البلاء، والبركة سحبت واختفت من الأرض، ضاعت أعمار البشر وماتت أحلامهم في خضم هذا البحر الهائج من أفكار الليبرالية الجديدة المتوحشة، وذهب مذاق الحياة الصافية بين الحقيقة وخيال تلك الأفكار الجهنمية.
أين هو زمن الطيبة والبركة والصدق لنعيش فيه ونحياه، أين هو في زمن الغرب التائه المتخم بالوحوش.. زمن فيه وجوههم مقنعة كل يوم بقناع جديد.. أجملهم من زرع في خاصرتك سكيناً وأنت تراه.. لكن أبشعهم من مزق ظهرك وأنت خير من تراه.
هل نعود إلى زمن النقاء ونطوي صفحة ذلك العالم المتوحش؟ هل نرجع إلى زمن الصفاء.. هل نرى رائحة الخير والحب والصدق والحياة من جديد بعد أن دمر الجشعون المجتمعات؟.
هل هو أمر محال أن يعود؟ لا سنبقى في زمننا نعيش بصدق مهما كان محيطنا مالحاً ومهما كان الكذب رائجاً.. سنبقى ولن نتغير.. لن نكون كما يريدون.. لن نكون سوى ما نريد.
العدد 1155 -15-8-2023