الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
التسعيرة التأشيرية لأثمان العنب التي اقترحتها اللجنة الزراعية الفرعية بالسويداء والبالغة 1400 ليره للكيلوغرام الواحد من العنب العصيري لم ترض المزارعين،الذين تقدموا بشكاوى إلى صحيفة الثورة وقالوا: التسعيرة لا تتوافق مع تكاليف الإنتاج المرتفعة والتي وصلت إلى 2400 ليرة سورية حسب قولهم خاصة بعد الضرر الذي لحق بالمحصول نتيجة العوامل الجوية التي سادت المحافظة وألحقت خسائر مادية، نتيجة إتلافها الكثير من عناقيد العنب.
هذا الأمر قد يدفع بالفلاحين وحسب الذين تواصلت معهم صحيفتنا للإحجام هذا الموسم عن تسويق منتجهم إلى معمل التقطير والتوجه به إلى معاصر الدبس أو الأسواق المحلية، كون التسعيرة المذكورة آنفاً مجحفة وغير منصفة، فإنصاف الفلاحين هو إعطاؤهم تسعيرة تفوق تكاليف الإنتاج التي تقدر ب 2400 ليرة للكيلو الواحد علماً بأن رؤساء الجمعيات الفلاحية في القرى المنتجة للعنب قاموا منذ أكثر من شهرين بإعداد دراسة اقتصادية بينوا من خلالها التكاليف الإنتاجية المترتبة على منتجي الكرمة هذا الموسم، والتي وصلت إلى 870 ألفاً للدونم الواحد متضمنة أجور التقليم والرش والفلاحة والتسميد الخ، وبناء عليها تم تقدير تكلفة إنتاج الكيلو الواحد من العنب بـ2400 ليرة، طبعاً دون احتساب هامش الربح، فمع هامش الربح تصبح التكلفة 2700 ليرة، إلا أنه للأسف الشديد فقد جرت رياح التسعيرة التأشيرية بما لا يشتهي ويحب الفلاح.
رئيس اتحاد فلاحي السويداء تكليفاً طلال الشوفي بين أن هذه التسعيرة لا تخدم الفلاح من الناحية المادية، ولا من الناحية التسويقية، كونها غير متوافقة مع تكاليف الإنتاج، فتوريد المنتج إلى المعمل وفق هذه التسعيرة، هو خسارة مؤكدة للفلاحين، وهي مرفوضة من الاتحاد وسيقوم الاتحاد بتسطير كتاب إلى اللجنة الزراعية الفرعية في السويداء، لإعادة النظر بهذه التسعيرة، مدير عام الشركة السورية لتصنيع العنب بالسويداء المهندس فادي شقير أكد أن الشركة أكملت استعداداتها لاستقبال محصول العنب من المزارعين وأنجزت أعمال صيانة الآلات ميكانيكياً وكهربائياً، لافتاً إلى تشكيل لجان لدراسة درجة حلاوة العنب في مناطق الإنتاج، وعلى هذا الأساس يتم تحديد بدء استقبال العنب العصيري المتوقع خلال النصف الأول من الشهر القادم.
وأشار إلى أن الخطة الإنتاجية للشركة لهذا الموسم هي استلام 8 آلاف طن عنب عصيري، وذلك بسعر قدره 1400 ليرة سورية لكل كيلوغرام واحد عنب أبيض، و1700 ليرة للأسود. لافتاً إلى أن تحديد موعد استقبال محصول المزارعين سيتم خلال الأيام القادمة بناء على درجة حلاوة العنب ونضجه في مناطق الإنتاج الرئيسية، مشيراً إلى دور الشركة كونها تمثل أحد منافذ التسويق الأساسية لدى المزارعين لتصريف إنتاجهم.
يشار إلى أن تقديرات إنتاج المحافظة من ثمار العنب للموسم الحالي 54 ألف طن وأن زراعة شجرة الكرمة في السويداء تشغل مكانة رئيسية بين الأشجار المثمرة، وتصل المساحات المزروعة بأشجار الكرمة المنتجة للعنب بالمحافظة 9977 هكتاراً، وعدد الأشجار الكلي فيها نحو 4 ملايين و750 ألف شجرة يشكل المثمر منها 4 ملايين و250 ألف شجرة، وتتركز زراعتها في ضهر الجبل والكفر ومياماس والسهوة وعرمان وقنوات ومفعلة وشهبا.
بقي أن نقول – والكلام للمحرر – المعطيات تؤكد وجود ضعف بالقنوات التسويقية للعنب حيث تقتصر على البيع المباشر من الحقل لتاجر الجملة وما ينجم عن ذلك من ابتزاز للمزارعين، إضافة لاقتصار التصنيع المحلي للمنتج على دبس العنب والزبيب، حيث لا تزال هذه الصناعات تقليدية يدوية في معظمها تتطلب تطويراً لها، والأمر يتطلب دعم تسويق الصناعات القائمة على المنتج منزلياً.