الملحق الثقافي :
نقف على جدار الحياة.. لا نُريد أن نُجاريها بتجاربها.. ظناً منّا أو خوفاً على أنفسنا أن نفقد أو نخسر أشياء كنّا قد اعتبرناها أجزاء من حياتنا.. تستهوينا كي نفهمها بتفاصيلها.. أن نغوص بأعماقها لنأخذ عبرةً من كل تجربة نخوضها.
عن وقع الخذلان والألم.. عن كل موقف فيه ندم.. عن رؤية خيبة الأمل وتحطم الحلم.. عن المحن التي تتحدانا.. والعثرات التي تعترضنا وتواجهنا.. عن كل ما يُصيبنا من وجع.. وقد يودي بنا نحو الهاوية.. عن الاستسلام والضعف.. عن القوة والشجاعة.. واللامبالاة.. أو البتُ بأي أمر.. كثيراً ما نلوم أنفسنا.. وننسى أن هذا هو قدرنا لدرجة تغيب عنّا فكرة أنّ الحياة عبارة عن حقل من التجارب ولها مراحل عديدة، ولكل مرحلة قواعدها ودروسها وتجاربها.
فمن خلال كل مرحلة نتعلم شيئاً يختلف عن سابقه، ولكل شخص بداية وحكاية، وقصص تُروى، وأخرى تُخفى، منّا من يستسلم لتجاربه دون أن يتعلم درساً خاصاً به، ويضعف ويصبح يائساً هزيلاً منغلقاً على ذاته، مغروساً داخل قوقعته، ومنّا من يتحدى ويواجه ويتخطى ويتعلم من تجاربه، لا يستسلم ويقف مستعداً لخطوة أخرى مثيلة لها لأنه تلقن درساً صنع منه شخصاً أكثر صلابة.. هكذا هي الحياة.. لها قوانينها.
فالحياة مدرسة شئت أم أبيت، ستمر بمراحل يكون عليك أن تتخطاها بكل ما فيها، ستمر بتجارب كثيرة، ستتقن فن الاختيار، اختيار الصديق، الحبيب، وكل شيء، لابد أن تعصف بك الرياح وتكون عكس شراعك، فقط لكي تتعلم، لن تتعلم دون أن تتألم، ولن تنجح دون أن تفشل، من قال أنه إذا فشل شخص في مرحلة من عمره، يصبح فاشلاً لا يقوى على شيء، لا فهذا كلام ليس على صواب، فدائماً ما يكون الفشل أولى خطوات النجاح.
في هذه الدنيا لن تقوى إن لم يأتيك الخذلان من أحدهم، ولن تتعافى من مرضك إن لم تواجه التحديات.. هكذا هي الحياة، لكل شيء قانون، فهي أشبه بلوحة فنية ونحن رساموها، وكلٌّ يُلون لوحته حسب ما يُرام له، فنحن نصنع السعادة بأنفسنا.. كن أنت، فقط أنت.. كن ممن يتعلم من تجربته، ويأخذ عبرةً منها حتى لا يقع في الخطأ ذاته، فأنت تسير حسب قوانين تجعلك أسيراً وتتحكم بحياتك، فما عليك إلا أن تكسب معركتك بتجربتك.
نغم طالب