ما يهمنا يوم الثلاثاء القادم ليس فقط إدراج الخطة الإنتاجية الزراعية للموسم ” 2023 ـ 2024 ” على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء لمناقشتها واعتمادها وإقرارها رسمياً وتعميمها وإعطاء شارة البدء للمباشرة بتنفيذها، وإنما مرحلة ما بعد المصادقة التي كانت ومازالت تشغل بال وتفكير فلاحنا ومزارعنا ومربينا لاسيما خلال المواسم الزراعية الأخيرة التي لم تتطابق خلالها حسابات حقل مستلزمات الإنتاج المدعومة مع بيدر الكميات المقدمة.
ما يهمنا بعد يوم الثلاثاء القادم هو الإجراءات الاحترازية والخطوات الوقائية الجدية التنفيذية التي من شأنها تحصين فلاحنا الذي لم يتخل يوماً عن أرضه، والأخذ بيده وصولاً إلى زراعة كل شبر يمكن زراعته، والوقوف إلى صفه جنباً إلى جنب في مواجهة أي حالة استغلال أو غبن أو ابتزاز أو سرقة قد يتعرض لها من لصوص السوق السوداء الذين أعدوا العدة كاملة للدخول وبقوة على خط بيع بعض مستلزمات العملية الإنتاجية الزراعية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مادتي السماد والمحروقات، والرقص على حبال عبارة “الأسعار الرائجة” التي سبق لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أن أعلنت وأكدت اعتمادها أساساً في عملية احتسابها للتكاليف، وتحديدها للأسعار النهائية للمحاصيل الزراعية الاستراتيجية منها والرئيسية.
ما يهمنا اليوم وغداً هو العودة إلى تطبيق وترديد شعار “زرع في سورية .. وصدر من سورية” على الملأ، وتحقيق معادلة زيادة الإنتاج والإنتاجية “إنتاجية وحدة المساحة” وإعادة مؤشرها إلى الأرقام التي كانت عليها خلال السنوات الأولى من عمر الحرب الكونية على سورية التي لم يتم خلالها تسجيل فقدان ولو منتج زراعي واحد، رغم كل الإرهاب الدموي الذي تعرضنا له.
ما يهمنا هو توفير مستلزمات العملية الإنتاجية كاملة “بذار ـ سماد ـ محروقات” بالوقت المناسب والسعر المناسب والكميات المناسبة والمواصفات المناسبة والأهم هو الهوامش الربحية المناسبة “المقبولة ـ المعقولة ـ المنطقية” لا الفاحشة التي لم ينزل بها الله من سلطان..