من اللاذقية عروس البحرأطلق وزير التربية الدكتور محمد عامر مارديني العام الدراسي الجديد ،وبانطلاقه تبدأ بمرحلة جديدة من العطاء والعمل الجاد في أن تكون مدارسنا مراكز إشعاع علمي ومعرفية يقدمه معلمونا ومدرسونا لطلابهم وتلاميذهم . . حيث أكثر من ٣ ملايين و٧٠٠ ألف تلميذ وطالب من مختلف المراحل الدراسية يتوجهون اليوم إلى مدارسهم مع بدء العام الدراسي ٢٠٢٣-٢٠٢٤م.
توجهوا وهم يرفّرفونَ في طريقهم إليها كما يضاحكُ يمامٌ فضاءً مترفَاً بالحياةِ ،فرحاً بعودتهم إلى مقاعد الدراسة، هاهم أبناء سورية يبدؤون رحلة جديدة لعام دراسي جديد شامخ بعد أن طووا عاماً مضى بما فيه، وفي قلب كلّ واحد منهم وعلى لسانه الكلام الكثير، وهم يرددون تحية العلم: حماة الديار عليكم سلام.. أبت أن تذل النفوس الكرام.
وهنا نقول وبكلّ صدق إن وزارة التربية قد أنجزت كلّ مستلزمات العملية التربوية ،فمدارسنا هاهي تزهو بتلاميذها وطلابها.. تلاميذنا وطلابنا يرون في العودة إلى المدرسة وإلى الكتاب والمحفظة والقلم، وإلى المعلم والتعلم والمعرفة يعني الفرح والسرور لتلقي العلوم العلمية. أما بالنسبة للعاملين في التربية فإن افتتاح العام الدراسي يعني لهم استمرارالعمل ومتابعته لترسيخ صمود سورية بإرادة أبنائها ومتابعة بناء مستقبلها الذي نستودعه في عقول أبنائنا وأفئدتهم .
إن افتتاح العام الدراسي اليوم يعني إنجاز مرحلة من العمل الدؤوب لتهيئة المدارس ولوازمها وكوادرها بكلّ ما يتطلب ذلك من جهود مضنية لاستقبال الطلاب والمضي معهم في عام جديد .
ها هو العام الدراسي انطلق بموعده، وها هم أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض، كما عهدناهم يحملون رسالة الوطن ،ويحملون راية حماية العلم والمعرفة من الجهلة والتجهيل.
ها هم أولادنا يتوجهون إلى مدارسهم ويحدوهم الأمل أن يكونوا على قدر المسؤولية التي ينتظرها بلدهم الغالي والعزيزعلى قلب كل إنسان حر شريف .
ونحن هنا ومع انطلاقة العام الدراسي نتوجه للمعلمين والمدرسين في أن يكونوا عند حسن ظنّ سورية بهم، مؤمنين بالرسالة التي ارتضوها لأنفسهم، رسالة التربية التي تبني الإنسان، وبانتصار سورية على كلّ ما يعوّق هذا البناء، بل على كلّ ما يستهدف هذا البناء، إنهم أحفاد أولئك الذين أبدعوا للحضارة الإنسانية أوّل أبجدية في التاريخ، الأبجدية التي حررت الإنسان من تماهيه بالطبيعة حوله، والتي بفضلها أخضع هذه الطبيعة لإرادته بعد أن كان أسيرها ورهينة لخياراتها وأمّياً في وعي تحولاتها.
ندعوهم لمتابعة المسيرة التي شاء أعداء سورية ترهينها في لحظة تاريخية مضادة للعقل، والتقدّم، وحركة الحياة. الإرادة التي أثبتم من خلالها جدارتكم في أن تكونوا رسلاً حقّاً، وأبناء بررة بالوطن، وحملة لمشاعل أقدس قيمة في الوجود، أي بناء الإنسان، والتي قدّمتم من خلالها أيضاً غير قرينة دالّة على وعي عالٍ بأثمن معنى للمسؤولية، مسؤولية التربية التي تعلي من قيم الحقّ والخير والجمال، وتعزّز وجودها بوصفها القيم المعبّرة عن الرقيّ والحضارة والتقدم بمعانيها الإنسانية لا بمعانيها المادي .