منقول.. فحسب

على صفحته على الفيسبوك نشر مقالة لي عن نحات حلبي رائد مذيلة بعبارة (منقول)، لم أكن لأنتبه لها فهو ليس صديقي، لكن صديقاً مشتركاً أكن له الكثير من التقدير شاركه بها على صفحته كما وردت تماماً و بـ (منقول) أيضاً..

سألت الصديق المحترم: هل تكفي كلمة (منقول) دون إشارة واضحة إلى المصدر الذي نُقلت منه؟

أجابني أنه لا يعرف صاحب المقالة، وقد أعاد نشرها لأنها لفتت انتباهه، فما كان مني إلا أن أرسلت له صورة عن المقالة (مقالتي) مع اسم الصحيفة التي نشرتها وتاريخ النشر، وسرعان ما عدّل نصها التقديمي ليصبح: “عن صفحة الصديق (…) الذي ذيل المقال بكلمة (منقول) دون الإشارة إلى المصدر، والحقيقة أن المقال هو للأستاذ الناقد سعد القاسم، منشور في صحيفة الوطن السورية”.

أكبرت في الصديق المحترم نزاهته وحرصه على الحق، وتوقعت من صديقه (…) أن يستدرك (الخطأ) – إن أحسنا النية – لكن شيئاً من هذا لم يحصل، وظل صاحب الصفحة يستمتع بوضع إشارات الشكر على كل تعليق عن المقالة التي نقلها دون اسم كاتبها، وكأنه هو من كتبها!

قد يقال أنها لعنة الفيسبوك، لكن العيب ليس في الوسيلة، وإنما في أسلوب استخدامها، فقبل سنوات طويلة من حضور الفيسبوك في حياتنا تعرضت لحادث (نقل) مشابه في جوهره، ومختلف في وسيلته.

كان ذلك مطلع التسعينات يوم نشر المصور أيوب سعدية كتاباً مصوراً بعنوان (دمشق الشام) يتضمن عدداً كبيراً من البحوث والمقالات حول دمشق ومعالمها وحياتها، كان نصيبي منها أربع مقالات، عن الجامع الأموي وقلعة دمشق والمتحف الوطني ومكتبة الأسد، وقد ألحقت بكل واحدة منها سجلاً بالمصادر، وبعد بضعة أشهر فوجئت بزيارة يتيمة من اثنين من العاملين في مجال الكتابة، غير مسبوقة، وغير متبوعة، كان معها نسخة من كتابهما الصادر للتو وموضوعه دمشق أيضاً، مشفوعاً بأمنية أن أسعى لدى إدارة صحيفة الثورة – حيث كنت أعمل – لشراء نسخٍ منه، مع التأكيد أن نسختي الشخصية محفوظة !

المفاجأة الأكبر كانت حين تصفحت الكتاب لأجد مقالاتي الأربع منشورة كاملة، دون أي إشارة لي، فلما لاحظا استغرابي قال أحدهم بوجه يخلو من أي تعبير، إن اسمي منشورٌ في ملحق الكتاب، فلما انتقلت إلى الملحق وجدت اسمي منشوراً كأحد المصادر التي اعتمدها (الناقلان)، دون تحديد ما الذي أخذاه من مقالاتي، يلي ذلك سرد لكل المصادر التي أوردتها فيها، وكأنها مصادر (بحثهما).

بطبيعة الحال، ولأسباب أخلاقية ومهنية واضحة، اعتذرت عن تلبية أمنيتهما، لكني بقيت مندهشاً إلى أبعد الحدود من ذلك السلوك، الذي يشبه سلوك لصٍ يحاول بيعك قلمك الذي سرقه منك.

من بعد ما سبق هل من التجني اعتبار كلمة مسروق مرادفاً لكلمة منقول؟

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة