تحتضن دمشق اليوم وغداً وبعد غد المؤتمر الاستثنائي الخمسين لاتحاد المؤسسات العربية الأميركية في بلدان أميركا اللاتينية فياآراب ..هذا الاتحاد الذي ساهمت سورية بنشأته عام 1965 حين انعقد أول مؤتمر له، وشجعت تطوير دوره ليكون رافعة للجهود العربية والتعبير عن المواقف العربية، والذي وجد الكثير من التضامن والتأييد والترحيب من الأصدقاء في البلدان والشعوب التي يعيش المغتربون العرب في ظهرانيها.
لكن انعقاد المؤتمر في دمشق قلب العروبة النابض .. دمشق التاريخ والجغرافيا والهوية الوطنية السورية الأولى في العالم، له أكثر من دلالة وأكثر من رسالة للقاصي والداني، للصديق والشقيق.. وللعدو أيضاً بأن سورية رغم الامتحان القاسي الذي مرت به والحروب المجتمعة غير المسبوقة التي تعرضت وتتعرض لها طيلة اثنتي عشر سنة ونيف مازلت صامدة.
لقد قلبت سورية المعادلة والطاولة على أعدائها، واستطاعت أن تسقط كل المخططات والمشروعات التي أرادت تقسيمها وتفتيتها وإلحاقها لتكون حديقة خلفية للمستعمرين الجدد في المنطقة، وبقيت سورية بشعبها البطل وجيشها الباسل ودولتها الصامدة وقائدها الحكيم منيعة وقاهرة للمعتدي، ورفضت أن تكون حديقة خلفية للغرب وللولايات المتحدة، كما رفضت دول أميركا اللاتينية بصمودها ومواقفها المتضامنة أن تكون حديقة خلفية للهيمنة الأميركية، وهو ما تحاول اليوم أفريقيا أن تنفض عنها غبار الاستعمار الذي أنهك شعوبها ودولها بعد عقود من الهيمنة والنهب لخيرات بلدانها..الدائرة تتسع لرفض الهيمنة الأميركية خاصة بعد توسع بريكس لتضم بلداناً جديدة والتوجه نحو عالم متعدد وضع صمود سورية ومقاومتها حجر الأساس لقيامه.
ويأتي انعقاد أبناء سورية في المغترب على أرض دمشق ليؤكد هذه الحقيقة والرسالة للعالم.