الثورة- ترجمة رشا غانم:
اكتشف علماء الفلك بأن الثقوب السوداء-والتي تعرف بالتهامها كل شيء يمر في طريقها-تطرح مزيجا من النجوم والغاز والكواكب والغبار الذي كانت قد استهلكته في الماضي، وتضيف هذه الظاهرة غموضا آخر إلى الغموض الذي يتسم به سلوك الثقوب السوداء.
وتم اكتشاف حقيقة بأن الثقوب السوداء تطرح وتتشجأ الأجسام السماوية التي استهلكتها سابقا، عندما مدد العلماء مراقبتهم للثقوب السوداء بعد رصد أحداث اضطراب المد والجزر، وقد تمت دراسة هذه الأحداث بعد بضعة أشهر فقط من تلك الأحداث، والتي تحصل عندما تقترب النجوم من ثقب أسود عن كثب فيتم تمزيقها، في عملية تُعرف باسم الحادث السباغيتي أو التأثيرات المعكرونية، هذا ولا يستطيع العلماء مراقبة الثقوب السوداء بشكل مباشر، لكن يمكنهم مراقبة أحداث اضطراب المد والجزر المرتبطة بالثقوب السوداء، فخلال أحداث المد والجزر، والتي تطرح أنواع مختلفة من الموجات لفترة محدودة، مثل موجات الضوء، يتم إخراج بعض الحطام من النجم المدمر بعيدا عن الثقب الأسود، ويشكل الحطام المتبقي قرص تراكم- يشبه الفريسبي الرقيق- حول الثقب الأسود، ثم يعيد هذا القرص تدريجيا المادة النجمية إلى الثقب الأسود.
كما كشف العلماء في مركز للفيزياء الفلكية أنه في فترة زمنية تتراوح بين عامين وستة أعوام من أحداث المد والجزر، تظهر بعض المواد التي تم التهامها سابقا حول الثقوب السوداء من جديد، فرصدوا ظاهرة الطرح أو ما تسمى بظاهرة “التجشؤ”، والتي حصلت لما يقرب من نصف الثقوب السوداء التي درسوها والتي يبلغ عددها ٢٤ ثقب، ولايزال السبب الدقيق وراء حدوث ذلك غير معروف.
وشرحت، وبدورها، المؤلفة الرئيسية إيفيت بأن عددا هائلا من الثقوب السوداء، والتي لا تصدر في البداية موجات راديو خلال أحداث اضطراب المد والجزر-تتحول لاحقا لتصبح موجات الراديو، و تم تشبيه هذا الانبعاث المتأخر بـ “التجشؤ”، ومع ذلك، يكمن اللغز في المكان الذي يتم فيه تخزين هذه المادة قبل أن يتم لفظها أو تجشئها مرة أخرى، وهو سؤال لا يزال دون إجابة.
كما وجد العلماء بأن الثقوب السوداء وبعد أن تستهلك وتبتلع النجوم خلال أحداث اضراب المد والجزر، يمكنها لاحقا طرح مادة كانت قبل ذلك بلعتها واستهلكتها، بظاهرة يطلق عليها اسم ظاهرة التشجؤ، وأتى هذا الاكتشاف بعد تمديد العلماء لعملية المراقبة للثقوب السوداء في مرحلة مابعد أحداث المد والجزر من سنين إلى شهور، وخلال تلك الأحداث، تطرح بعض هذه المادة من النجم، بينما يشكل البقية قرص تراكمي حول الثقب الاسود مما يغذيه، و ما يتجاوز النصف من تلك الثقوب السوداء المرصودة تقوم بعملية التشجؤ، ولكن يبقى السبب وراء ذلك لغزا، فيما يخطط الباحثون بمتابعة دراسة تلك الثقوب السوداء لفهم هذا السلوك والأداء بشكل أفضل.
المصدر: ديلي ميل