الثورة – علا مفيد محمد:
( ما دمت تتنفس.. فأنت تستطيع) عددٌ ليس بالقليل من ذوي الإعاقة أثبتوا أنهم قادرون على تطبيق هذه المقولة على أرض الواقع واستطاعوا بالصبر والتحدي أن يصنعوا من إعاقتهم نافذة تطل بهم نحو المستقبل ليحققوا أحلامهم.
من قرية رأس الكتان في محافظة طرطوس لمع اسمها فقد تحدت وأبدعت وتألقت، وأثبتت أن الإعاقة ليست سبباً لمنع أي إنسان من مواصلة حياته بل قد تكون محفزاً ودافعاً قوياً للشخص المعوق لتحقيق هدفه في الحياة.
بدأت الكتابة بالعام 2017 وفي العام 2020 صدر لها أول كتاب ” نصف امرأة وجواد” برعاية السيدة الأولى أسماء الأسد فكان محفزاً لها لتستمر في الإنجاز واختباراً لقوتها النفسية والأدبية في تجسيد شخصيتها بما يليق بها من وجهة نظرها.
وبرعاية وحضور أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في طرطوس الدكتور محمد حسين وبدعم من جمعية فضا للتنمية المجتمعية تم إطلاق كتابها الثاني” قلب ثنائي الشغف” ضمن حفلٍ أقيم في قريتها أحيطت فيه بمحبة المئات من أهل القرية، كذلك شخصيات ثقافية وأهلية عبرت عن مدى سعادتها وفخرها بهذا الإنجاز.
” الإرادة هي قرار بأن تبدأ طريقك و تكمل فيه” بهذه العبارة بدأت الكاتبة حديثها مع صحيفة الثورة مبينة أن الموهبة تولد داخل الإنسان وبلحظة معينة يكتشفها، وبإرادته يصنع المعجزات منها رغم الإعاقة.
وعن مضمون كتابها ” قلب ثنائي الشغف” أوضحت شاش أنها قصة حب فريدة من نوعها تجسد الفراق ولعبة القدر، كذلك تكشف جوانب سلبية في حياة كل إنسان مهما تقمص المثالية وادعى أنه يمتلك صفاتها.
ونوهت أنها كحال أي كاتب واجهت صعوبات نفسية ومادية وأيضاً صحية باعتبارها من ذوي الإعاقة إلا أنها تلقت الدعم من أسرتها وتحديداً الأب والأم اللذين كانا الداعم الأول لها من أول حرف كتبته، حيث قدموا لها المساعدة النفسية بالدرجة الأولى بتسكين آلام جسدها في فترة العمليات الجراحية في مرحلة طفولتها واليفاعة وذلك بكلماتهم التي كانت تبعث الصبر فيها واليقين بأنه بلاء يختبر الله به أحباءه.
وأكملت شاش أنه بفترة توقفها عن الدراسة واشتداد الآلام كان والدها يجلب لها القصص بشكل دائم وهذه القصص لعبت دوراً هاماً ومبكراً بصقل شخصيتها ككاتبة في الوقت الذي لم تكن مكتشفة هذا الشيء في داخلها، وكانت تتعلق بالشخصيات وتتأثر بها تحزن عليهم وتفرح معهم، كل هذه المشاعر المبكرة عبدت لها طريق الكتابة بأكثر من أسلوب.
وأكدت أن هناك أشخاصاً في حياتها قدموا لها الدعم الذي ساعدها على إتمام هذا الإنجاز وعلى رأسهم الدكتور محمد سليمان وهو مغترب مقيم في فرنسا فقد تكفل بالكتاب مادياً ولغوياً حتى صدر بحلة أدبية غيورة على اللغة.
وختمت حديثها: أنصح كل إنسان أن يتجه بالاتجاه الصحيح في اختيار حلمه وأن يؤمن بقدرته على تحقيقه وألا يستسلم أبداً أمام الصعوبات مهما كانت لأنه في الكثير من الأحيان تكون هذه الصعوبات سبباً لنبدأ مشوارنا بإنجاز ما يجب إنجازه ويمكن أن تكون هذه الصعوبات هي بداية الطريق لتحقيق الهدف والحلم، فالحياة تستحق وقيمة الإنسان بما ينجزه وليس بما يملك.