الثورة- حسين صقر:
أحلى وأفضل ميزة في الإنسان الطبيعي والمتوازن قدرته ليس على التأقلم والتعايش مع أي ظرف وحسب، بل والتفاعل معه، وذلك لتوفر الإرادة القوية لديه، والمرتبطة بالإصرار على تحقيق الأماني والأحلام.
وبما أن كل عمل في الحياة، يحتاج لإرادة وعزيمة وحسن نية، لتطوير النفس، لذا يجب ألا نسمح بأن يعترينا الكسل كي لا نسقط في آبار الفشل والهزيمة، وذلك لإتمام حياتنا بما يفيد ذواتنا ومن حولنا، ولاسيما أن من اعتاد الكسل ذهب ضحية الوقت، حيث الوقت كما يقال: كالسيف، والزمن لن يعود إلى الخلف.
محاورة الذات
وكي تتغلب على الكسل يجب محاورة الذات بشكل دائم، والقول لها: بألا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، والسلف قال: الكسل لايطعم العسل، بل لن يجني من اعتاده سوى الحسرة على ما فاته من أيام طويت دون فائدة، فلو خرجت لاستنشاق الهواء وتغيير الأجواء ولقاء الناس، المهم ألا يقتل الكسل جذوة الاندفاع والحماس، فكيف إذا خرجت لأداء عمل أو مهمة لعمل وظيفي، أو خاص في أرضٍ أو بناءٍ أو أياً يكن، المهم ألا تستسلم للفراش والوسادة والبقاء داخل المنزل.
ابدأ دائماً في الجزء الأصعب المتبقي لديك، فالبدء بالجزء الأصعب، يستنفر العقل والحواس، ويدحض باب التسويف والخوف من الإنجاز، ويفتح باب الأمل على مصراعيه، بألا نقع في فخ التطفل والاعتماد على الآخرين.
ثمة عوامل تسبب الكسل في حياة الإنسان فيما لو اعتمدها كوسيلة للراحة شبه المطلقة وهي وسائل التواصل الإلكترونية الحديثة، أصبح بعض الأفراد يميلون إلى الانكفاء وتأجيل الأعمال، وتعودوا الكسل الذي يعتبر كالداء الذي له تأثير سلبي على تطور ورقيّ الفرد والمجتمع.
عدو النجاح
فالكسل عدو لدود للنجاح، لأنه يبعث إلى التراخي، وانعدام الرغبة وتحدي الصعاب وتحقيق الأهداف، فضلاً عن أن الكسل والخمول يؤديان إلى الاكتئاب وبالنتيجة يمكن أن يتسببا بالموت حسب بعض الدراسات، حيث لا يقل الكسل خطورة عن التدخين وبعض الأمراض الأخرى، لأنه سبب بقلة الحركة وبالتالي شلل الدورة الدموية نتيجة ترسبات الحموض والأملاح والسكريات والشحوم، وهو ما يستدعي دق ناقوس الخطر للتغلب على مشكلته سواء في البيت أو العمل، وذلك من خلال تدوين واستحضار قيمة العمل المراد تحقيقه وأهميته في العقل للتمكن من إنتاج الطاقة النفسية التي تساعد في تحقيقه على أرض الواقع، بالإضافة للابتعاد عن التفكير بالأماني بعدم إشغال العقل بالتمني.
طبيبة الأغذية والصحة هديل حسيّان قالت لـ” الثورة” في هذا الخصوص: إن لسوء التغذية وعدم الحصول على العناصر الغذائية الرئيسية كالبروتينات والكربوهيدرات والأحماض الدهنية والفيتامينات والأملاح المعدنية، والتي لها دور أساسي في الحفاظ على جسم الإنسان وتوليد النشاط الذهني الذي يمكنه من تجنب الكسل، دور كبير في عدم النشاط والامتثال للأوامر الغريزية بعدم الحركة،
وأوضحت أن من تعود الكسل ومال إلى الراحة فقد الراحة، وقد قيل: إن أردت ألا تتعب فاتعب حتى لا تتعب، وقيل أيضاً: إياك والكسل والضجر، فإنك إن كسلت لم تؤد حقاً، وإن ضجرت فلن تصبر على الحق.
أولى الخطوات
وأكدت حسيّان أن التغلب على الكسل أولى خطوات الوقاية من الاكتئاب والتوتر لأنها ترفع قدرة الإنسان على المقاومة النابعة من سعادته، وإحساسه بالقدرة على الخروج من الدوائر الصغيرة، وأنه قادر على هزم الحصار الروتيني حوله، وبالتالي الانتصار على الأمراض.
ونوهت أن الشفافية ومراجعة النفس ومتابعة التطورات في الحياة أمر مهم عبر إسقاط بعض المصطلحات من حياتنا، كأن لم يعد في العمر متسعاً، أو ما فائدة العمل الآن، أو لقد ضاعت فرص كثيرة، أو أن الحظ يعاكسني دائماً.
ونصحت طبيبة الأغذية بالحركة الدائمة وكسر الروتين ورياضة المشي إذا لم يكن لدى الشخص بعض الأعمال التي يجب أن يؤديها خلال يوم ما.