الثورة – همسة زغيب:
توفي الفنان التشكيلي إبراهيم مؤمنة نائب رئيس الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين- فرع سورية، إثر صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 66 عاماً.
خسرت الحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية والعربية برحيل رائد الفن التشكيلي إبراهيم علماً من أعلامها الإبداعية، وأهم فنانيها الكبار الذين أغنوا الثقافة الوطنية والفن الفلسطيني.
مثّل الراحل بفنّه الحياة الفلسطينية اليومية التي رصدها وجسدها برسوماته ولوحاته التشكيلية معبراً عن هموم الشعب ومعاناته، وواصل الكفاح من أجل حقوق شعبه وترسيخ اسم بلاده وحضورها.
كما تميزت أعمال الفنان الراحل بالانتماء للوطن فلسطين، وتكريس الحس النضالي في الفن، فكانت أغلبها من المدرسة الواقعية التعبيرية والرمزية.
عبّر الراحل في حياته النضالية عن التزامه الواعي دفاعاً عن قضية وطنه الأرض وناسها ومقدساتها ومقاومتها وشهدائها وأسراها، وعناوينها وثوابتها التي تمسك بها حتى آخر لحظة من حياته، فهو أحد ضحايا النكبة واللجوء.
وجسّد في لوحاته تطلعات الشعب الفلسطيني التواق إلى الحرية والتحرر والتحرير والعودة إلى الوطن الأم فلسطين، كما كان مبدعاً ومقاوماً في الدفاع عن قضيته بريشته الصغيرة، وملصقه السياسي فعبر بحسه الوطني عن انحيازه لأرضه وإنسانه، مؤكداً على طموحنا باستعادة أرضنا كاملة والعودة لأرض أجدادنا ووطننا مع الأمل في التحرير والعودة، فلم يتوان يوماً عن خدمة القضية الفلسطينية فاعتبرها قضيته الأولى من خلال أعماله مع الكثير من المؤسسات الاجتماعية مصوراً التاريخ والأحداث والمأساة الفلسطينية في لوحاته بطريقة معبرة رائعة، واضعاً بصمته في تاريخ الفن والإبداع، تاركاً وراءه إرثاً فنياً عظيماً له أثر كبير لدى الكثير من الفنانين والمبدعين.
والفنان التشكيلي الفلسطيني إبراهيم مؤمنه من مواليد مخيم النيرب بحلب عام 1957 لأسرة فلسطينية هاجرت من منطقة ترشيحا في الجليل قضاء عكا والقريبة من الجنوب اللبناني، درس سنواته الأولى في مدارس وكالة الغوث في حلب، ثم درس الفن دراسة أكاديمية في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق – قسم النحت حتى عام 1984. وعمل في مجال “البوستر” السياسي المقاوم بداية ثم مخرجاً ومصمماً لأغلفة عديد من الصحف والمجلات الفلسطينية، وبعدها توجه نحو هندسة الديكور المسرحي والتلفزيوني.
كان للراحل ثلاثة معارض فردية، الأول في المركز الثقافي الروسي عام 1987، ومعرضان في مدينة حلب في النادي العربي الفلسطيني والمركز الثقافي العربي، وشارك في العديد من المعارض الجماعية للفن التشكيلي السورية والفلسطينية.