الملحق الثقافي- فرات إسبر:
الرُعاة أنذروني أن العواصف قادمة
الخَيال جنّد كل ّخيولهِ لإحياء مذبحة السراب .
منذ ألف عام في غابة
في أرضٍ موحشةٍ كانت امرأةٌ
وحدَها كالأجرامِ في أكوانها،
تسأل كيف تحوّلَ الطين إلى امرأةٍ،
وفي جسدها البعيد يضيء حنينٌ.
أمد يدي إليها، أحادثها، أحاورها كأنها أختي
لكنها أبداً تذوبُ في ماء الحياة،
تحدثني عن سرها المدفون،
عن قبلة الله، كيف ذابتْ على شفتيها،
وكان من بقاياها نبع الأصيل
تناديني :
أسرعي، ها أنا قد فزتُ،
وبالفوز عليك انتصرتُ
وما كنت أدري أني إليها في متاهةٍ، عنها لا تجيب.
هي إن أشرقت مات ليلُها وإن أفاقت شعَ نورها
سجادةٌ من نارٍ، تنهضُ من نومها
وتموت في ذهابٍ،
إلى سرها المدفون في نهر الأصيل
أركضُ خلفها، مثل اليتيم
وفي سرَ الرجاء أستجير بضوئها،
أستعيرُ ما شاء لي منها من غبار،
قد يحيط بالكفن بعض ضوءٍ منها أو شعاع .
يقولون عنها: تدور ولا تدور
عالمُ الغيب أوهمنا بالشك لا باليقين .
هذه الأرض صحنٌ يدور
صَمَّمها خالقٌ
وبعضهم قالوا: إله !
تلك نارها حارقة أعبُدها، أو لا أعبُدها
أحملها في صدري مثل صليب،
أو مثل سراجٍ منير،
غير أني في تيهٍ منها وبها حائرة
هل من شعاع ٍ يضيء تلك الرُّوح التائهة؟
العدد 1159 – 12-9-2023