الثورة- لميس عودة:
على خلفية التعثر الحاصل في محادثات إحياء الاتفاق النووي، بسبب المماطلة الأميركية، وعدم اتفاق واشنطن وطهران على النص النهائي للاتفاق الذي قدمه الوسيط الأوروبي، وكذلك عدم إيفاء الدول الأوروبية بالتزاماتها تجاه الاتفاق، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الأربعاء، أنه (لا يمكن للدول الأوروبية أن تتوقع التنفيذ الكامل من إيران لخطة العمل المشترك الشاملة، وهي لا تفي بأي من التزاماتها).
ونقلت وكالة إرنا عن إسلامي قوله علی هامش اجتماع مجلس الوزراء الإيراني، إنه (من الطبيعي أن نتراجع عن التزاماتنا بسبب عدم التزام الجانب الآخر بتعهداته بموجب خطة العمل المشترك الشاملة وهذا واضح، ونحن نفعل ذلك وفقاً لقانون العمل الاستراتيجي لرفع الحظر وحماية مصالح الشعب الإيراني).
وأضاف: (إجراءاتنا تأتي في إطار قانون العمل الاستراتيجي، وطالما أن الغربیین لم يفوا بالتزاماتهم ولم يتم إلغاء الحظر عن إیران بشكل كامل، فمن الطبيعي أن نستمر في العملية نفسها، وهذا واضح أيضاً في تقرير الوكالة).
وحول اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال إسلامي:(يمكن أن تقوم أي مجموعة بتحرك سياسي في أي لحظة، والعملية الحالية تدل على أن الأجواء لا تتجه نحو إصدار قرار أو تحركات من شأنها أن تجبر إيران على اتخاذ ردود فعل قانونية حازمة وحاسمة).
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أكد في وقت سابق أن المحادثات مستمرة لرفع العقوبات عن إيران.
وقال عبد اللهيان، في مؤتمر صحفي في بيروت، إن (هناك الآن مبادرة من سلطان عمان، هيثم بن طارق، مطروحة على الطاولة لرفع العقوبات، ومن شأنها أن توصل إلى النتائج المرجوة منها)، مؤكداً أن بلاده (لديها الإرادة السياسية التي تدفع الأطراف كافة إلى العودة للاتفاق النووي والالتزام به).
من جانبها تزعم الولايات المتحدة الأميركية أن(تخصيب اليورانيوم في إيران، بدرجة تصل إلى 60 في المئة، ليس له غرض سلمي موثوق).
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، في مؤتمر صحفي، إنه (لن يعلّق على التقارير الصحفية حول معدل تراكم اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة، ما لم يتم الإعلان عنه رسمياً).
وأضاف باتيل أنه (لا يوجد أي بلد آخر في العالم يستخدم اليوم اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة)، متابعا: (ليس لدي أي تحديثات أخرى حول المناقشات أو المحادثات حول القضية النووية مع الجانب الإيراني).
وتناشد طهران بإغلاق ملف (مزاعم) الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن العثور على آثار مواد نووية في ثلاثة مواقع إيرانية غير معلنة، تندرج ضمن مسألة الضمانات، التي تطالب بها طهران لضمان استمرارية الاتفاق.
يشار إلى أنه في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وتحديداً في أيار 2018، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بشكل أحادي، وأعادت فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، ومن جانبها ردت طهران عليها بالتخلي عن بعض القيود المفروضة على نشاطها النووي، المنصوص عليها في الاتفاق.