على جهات عمل مختلفة تبدو جهود العديد من الكوادر العاملة على إنجاز مفاضلة القبول الجامعي للعام الدراسي الجديد واضحة للعيان، سواء من قبل لجنة الاستيعاب الجامعي التي تؤكد على ضرورة قبول جميع الناجحين بالشهادة الثانوية العامة بفروعها كافة في الجامعات والمعاهد، أو لجهة القائمين على إتمام مراحل المفاضلة والقبول النهائي للمتقدمين من الطلاب.
وخطوة جديدة للتعليم العالي بدت مهمة في إمكانية أن يتقدم الطلاب إلكترونياً وعن بعد لجميع مفاضلات القبول الجامعي للعام الدراسي الجديد عبر الروابط التي حددتها الوزارة لموقع المفاضلة، وحتى دفع رسومها المترتبة عبر القنوات المتاحة من مصارف وبنوك، وهذا بحد ذاته يساعد الكثير من الطلاب في التقدم للمفاضلة ويوفر الكثير من العناء والجهد المترتب عليها.
وكما كل عام تأخذ مفاضلة القبول الجامعي حيزاً كبيراً من الاهتمام والعمل المكثف، حيث هي الشغل الشاغل للتعليم العالي كجهة معنية، وكذلك للطلاب الناجحين ممن تؤرقهم المفاضلة، حيث معدلات القبول المرتفعة في مختلف الاختصاصات الجامعية ، والتي تعيق أحلام هؤلاء الطلاب في حجز المقعد الجامعي في الاختصاص الدراسي الذي يطمحون إليه.
ومع أعداد الناجحين في الثانوية العامة لدورة العام الحالي، وحصول أعداد كبيرة من الطلاب على علامات مميزة لاسيما في الفرع العلمي وباقي الفروع الأخرى تبدو خيارات القبول الجامعي صعبة لمن يطمحون لدراسة الكليات الهندسية والطبية وغيرها من الاختصاصات التي تبقى الأنظار والآمال ترقبها منذ بداية التحضير لامتحانات الثانوية، وما يتطلبه هذا التحضير من عبء وعمل.
كما أن آلية الاستيعاب والقبول الجامعي ومنذ سنوات تأخذ الكثير من الأخذ والرد، والنقد من قبل المختصين في هذا الشأن ، حتى مع كل ما يطرح بشأنها في اجتماعات المعنيين بها، حيث ما زالت تعتمد مبدأ علامة النجاح، مع آلية القبول التقليدية التي تركز على اختصاصات معينة وتهمل اختصاصات أخرى، لاسيما ما يتعلق منها بسوق العمل.
وفي ضوء التطورات المتلاحقة على جميع الأصعدة، تبقى الآمال مشروعة، لنصل لسياسة استيعاب جامعي جديدة وفق معطيات من شأنها وجود أسس محددة للقبول بناءً على دراسات معمقة، أساسها الاستثمار الأمثل في قدرات ورغبات الطلبة ،وتكون ضمن الهدف المنشود الذي يحقق التكامل بين جميع الاختصاصات التعليمية، بما يخدم الطالب والمجتمع.