الثورة – غصون سليمان:
في الطريق الأخضر الممتد بين روابي الطبيعة تلفحك نسائم العبير النقية وتأسرك التفاصيل.. كيف لا والهدف الذي يشدك وتسعى إليه هو عمق الهم الوطني، ولأن مشوار العمل لا يكتمل في يومنا الإعلامي الذي نظمه فرع دمشق لاتحاد الصحفيين بالتعاون مع محافظة القنيطرة إن لم يتوَّج بزيارة عين التينة الشهير.
فعلى أرض مجدل شمس الذي قطع شرايينها الكيان الإسرائيلي الغاصب والتي أمَّها الوفد الإعلامي القادم من عاصمة الياسمين للتيمم من صعيد الجنوب السوري الطاهر كان لحضور مختار بلدة حضر جودت مهدي الطويل وقع خاص في نفوس الزائرين وهو المعروف بوطنيته وواحد من أهم الوجوه في منطقة حضر ومحافظة القنيطرة، فحين قال له السيد حسن البكر عضو قطاع السياحة والثقافة في محافظة القنيطرة نحن في ربوع حضر قال وأنا في الكرم دقائق وأكون بينكم.. نعم كان العم الوقور في أرضه يعمل بها فكانت كل حبة تراب عالقة على ثيابه هي رشة عطر من مسك وعنبر، وصرخة قوة في وجه العدو الغاصب الذي يبتعد عدة أمتار عبر شريط مصطنع لابد أن يزول يوما، فنحن هنا متجذرون في أرضنا السورية.
ومع ترحيبه بعبارة “أهلا وسهلا.. حيا الله” أهلا بكم في القنيطرة وجولاننا الحبيب. تحدث الطويل بلغة العارف للجغرافية والتاريخ قائلاً: نحن نقف على المثلث السوري – الفلسطيني – اللبناني، مؤشَّراً بيده بأن وراء ذاك التل أي باتجاه الشمال الغربي مزارع شبعا المحتلة من قبل كيان العدو الصهيوني الغاصب، وهذه الأرض التي وقفنا ونقف عليها مشبعة ومروية بدماء الشهداء من أيام العثمانيين والفرنسيين إلى الكيان الصهيوني اليوم، وهذه السفوح معمَّدة بالدماء السورية الطاهرة، وأشار مختار بلدة حضر كيف كان الإرهابيون يتسللون من داخل الكيان الغاصب عبر هذا الشريط المصطنع والذي هو خط وقف إطلاق النار أو ما يسمى خط فض الاشتباك.
ومن منصة عين التينة المقابلة لمجدل شمس تراءت القرى والبلدات الجولانية الخمس والتي رفض أهلها الخروج منها، وهي مجدل شمس وعين التينة، مسعدة، وبقعاتا، الغجر، حيث مازال سكانها ضمنها وهي الجولان السوري المحتل من قبل العدو الصهيوني عام ١٩٦٧.وذكر السيد جودت الطويل أن منصة عين التينة هي بالأساس لمجدل شمس حيث اقتطع العدو الغاصب هذا الجزء واصطنع ذاك الشريط الشائك الممتد إلى الأردن مابين ٦٠- ٨٠ كم .
وعن أهمية وخصوصية بلدة حضر المقاومة والتي استهدافها الإرهابيون ب٢٧ هجوماً.. ذكر مختار البلدة أن حضر كانت الموقع الاستراتيجي الواصل بين ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة الذي حاول الإرهابيون وداعموهم أن يخترقوا هذه الجغرافية ليسهل عليهم المرور إلى لبنان والأردن، لكن صمود أبناء البلدة ودعم الجيش العربي السوري أفشل مشروع الإرهاب رغم الهجوم المتكرر بالطيران المسير والذي راح ضحيته خمسة عشر شهيداً من بلدة حضر.
وعن التكافل الاجتماعي وكيف جسد أهل البلدة طقوسه أكد الطويل بأن جميع الناس كانوا يداً واحدة، وكان الشعب والجيش كتفاً إلى كتف إذ شارك المجتمع المحلي بإسعاف شهداء وجرحى الجيش العربي السوري، وحين تنقطع الطرقات ويتعثر إيصال الطعام بالشكل المطلوب كان أبناء البلدة يحاولون إيصال ما يلزم من المؤونة المتوفرة في المنازل إلى الجنود البواسل في المناطق التي يتواجدون فيها.
يذكر أن بلدة حضر تشتهر بأشجار التين والتفاح والتوت الشامي.