تنمو شجرة الصداقة السورية الصينية باطّراد ملحوظ، منذ عشرات السنين لتمتد بظلالها لتغطي منطقتنا العربية التي أصبحت مكشوفة أمام الكثير من الأخطار، وأولها خطر الإرهاب الذي أنشأته الولايات المتحدة الأميركية في مختبراتها السياسية والاستخباراتية، لتنفيذ سياساتها المدمرة للمجتمعات والدول.
وتتعمق جذور شجرة الصداقة السورية الصينية لتضرب في أعماق التاريخ الحضاري لسورية والصين والممتد لآلاف السنين، حققت خلالها الحضارتين السورية والصينية منجزات كبرى مهدت الطريق للتطور الذي حققته البشرية اليوم.
وزيارة السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد لجمهورية الصين الشعبية هي محطة أخرى مهمة وتاريخية في سياق تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، تأخذ أهميتها من حساسية المرحلة التي يمر فيها العالم في ظل التحولات الدراماتيكية في موازين القوى، لمصلحة الدول التي تؤمن بالمساواة والعدالة والندية، وفي مقدمتها الصين بقيادة الرئيس شي جين بينغ وروسيا الاتحادية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين وغيرهما من الدول التي ترفض الانصياع للرغبة الأميركية وتؤمن بالاستقلال والسيادة.
ولأن السياسة السورية منذ زمن غير قصير اتجهت شرقاً انطلاقا من إيمانها بضرورة تكاتف الدول المحبة للسلام والملتزمة بالدفاع عن القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة والعدالة والمساواة بين الدول، فهي تلتقي اليوم كما كانت دائماً مع السياسة الصينية التي ترفض بقوة سياسات واشنطن ومن لفّ لفّها، والقائمة على الهيمنة ونشر الفوضى وإشعال الحرائق في كل مكان.
ولأن السياستين السورية والصينية تلتقيان على الأمانة والوفاء والود، فقد شكل الإعلان عن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين سورية والصين بعد لقاء القمة بين الرئيس الأسد والرئيس شي جين بينغ في مدينة خانجو الصينية تأكيداً جديداً على تمسك الزعيمين بعلاقات الصداقة التي تربط بين بلديهما بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين السوري والصيني، وذلك من خلال تبادل الدعم بشكل ثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانبين، وفي مقدمة هذه القضايا وحدة أرض كل دولة من الدولتين وسيادتها واستقلالها وعدم التدخل بشؤونها الداخلية تحت أي ذريعة من الذرائع، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب والتطرف بكل الوسائل.
