أمسية شعرية.. بأحاسيس وجدانية

الثورة – علاء الدين محمد:

أمسية شعرية جمعت بين مجموعة من الشعراء والشاعرات في ثقافي المزة بدمشق ضمن جو تفاعلي
يسوده الوئام والحميمية، لا بل والشعور أن المكان هو بيت لكل رواده ( ثقافي المزة ) الألفة تجمعهم ، تقوي أواصر اللقاء ،تعزز الثقة بين المكان والجمهور , و حيث نجحت إدارة المركز في صناعة هذا المشهد الجمالي والحضاري .
شارك في الأمسية كل من أسامة حمود ،فارس دعدوش ، غدير اسماعيل ، خزامى ، إبراهيم منصور ، خالد بدور ، ٱيات جويان.
قدمت الشاعرة خزامى قصيدة تحت عنوان “عطش المواسم ” قدمتها بلغة دافئة فيها حنين إلى قيم الجمال ، مليئة بالصور والمشاهد ، رسمتها في صور يطرب لها القلب، تقول :
ما أصعب السهد حين القلب يغترب
والعين تذرف والأجفان تختضب

والكف تحمل بعض الطيب من أثر
والروح تحرق والآلام تنسكب

يا وحشة البعد من عيني أسكبها
هبني عيونا بها الأشواق تلتهب

وكفكفي الدمع من لحظي مواجعنا.
كالودق يهطل ان صاحت به السبل

أرجوحتان وحبل الود منقطع
سر الحكايا ومهد الوجد ينتحب

طفل صغير بساح الوهم منتظر
قم ياصغير ي فإن الوصل يحتجب
لجوع صمتك كان الحرف أحجية
صام القصيد وللإفطار يرتقب..

بينما الشاعر غدير اسماعيل قدم لنا قصيدة طافحة بالهيام والوجد.. فيها آهات وأمنيات مخضبة بألم الواقع وسخونة المشاهد الحياتية ، تبوح بالحب والنقاء وضجيج الأمواج المتلاطمة في عالمه الداخلي إذ يقول :

يامن علوت على الأشباه بالتيه
في خطوك القصد قصد دون تشبيه

كأنما الآه من علياء صفوتها
اومت الينا بتذكير وتنبيه

ماعالجت وجعي ان كنت قائلها
وظل طيفك في المنفى أناديه

اموت لو تقفي يوما على شفتي
حرفا من الماء او شيئا يحاكيه

أما تقلقل قبل الصمت هودجنا
فأشمس القلب أسرارا نمت فيه

وهاجرت مع طيور البوح أحرفنا
فما تبقى لنا ماض سنرويه

نعود ننسجه في شدونا أملا
فيفضح الدفء ما بالثلج اخفيه..

أما الشاعر إبراهيم منصور مدير مركز ثقافي المزة الذي نزل عند رغبة الحضور وتمنياتهم عليه بالصعود إلى المنبر ، حيث استجاب لرغبتهم وألقى قصيدة كلاسيكية تفيض عذوبة وعشقا من نوع آخر ..قصيدة مليئة بالإشارات والرموز والدلالة .. نفس روحاني خالص ..نبض يحرك الكامن .. يأخدك معه إلى حيث يريد يقول :

ماذا أرى.. ونِقابُ النّورِ يُخفيهِ

عنّي، فأعمى عنِ الحسْنِ الذي فيهِ؟

لمّا تبدّتْ بقربي نارُ فتنتهِ

وكانتِ الرّيحُ منْ عينيَّ تدنيهِ

يطوي يديَّ، فقلبي ليسَ يدركهُ

رَغمَ العناقِ، وصدري ليسَ يحويهِ

أقولُ: ما لي سوى عينينِ منْ حجرِ_

الرّحى.. فأنّى لمثلي ما أُرجّيهِ!

أجرّدُ الضوءَ من ظلٍّ يخالطُهُ

وأجعلُ الليلَ غربالاً يُصفّيهِ

عساهُ يلحظُ ما تنأى العبارةُ عنْ

إفصاحهِ، ولعجزي لا أسمّيهِ!

أنّى أضمُّ الشّذا منْ وردةٍ ذبُلَتْ

وقدْ أضعتُ قِرابَ الماءِ في التّيهِ!

ونِلْتُ منهُ _ الضُّحى _ ما نالَ ذو ظمأٍ

من السّرابِ إذا مَا جاء يسقيهِ!

قالتْ: هوَ الرّوحُ، قُلْتُ: الآنَ كانَ هنا

ثمَّ اخْتفى، وكأنّي لستُ أعنيهِ!

وبتُّ وحدي، وبُقيا منهُ تؤنسُني

وليسَ لي غيرُ ظلِّي الآنَ ألويهِ

ألا يحارُ النَّدامى في تتبّعهِ؟

ألا يعاني السُّكارى منْ تثنّيهِ؟

قالَتْ: جهلْتَ، فمنْ تهْواهُ من جهةٍ

في كلِّ صوْبٍ، ولا يخفى تجلّيهِ!

نزعتُ عنّي مرايا كنتُ ألبسُهَا

كيْ لا أعطّلَ بالمرئيِّ تنزيهي

وكنتُ أحسبُ أنَّ النّارَ يُرْجِعُها

برداً سلاماً، وأنّي محضُ تشبيهِ!

وكنتُ خوفاً على نفسي أدلّلهُ

وإن شَمَمْتُ عبيراً منهُ أبكيهِ

أقولُ :” ما لي سواهُ اليومَ من أحدٍ”

وأستعينُ بشيءٍ من تجنّيهِ

فإنْ تعالى عن اللُّقْيا بلا سببٍ

وإنْ جفا أو سها عنّي أداريهِ!

وإنْ أجابَ ندائي زدْتهُ طلباً

وإنْ لحاني، كفى أنّي أنادِيْهِ!

وكنتُ أحسَبُ أنَّ الحبَّ يلقَمُني

كحوتِ يونسَ، منْ وهمي وتمويهي

حتّى رُميتُ إلى شطآنِ غايتهِ

والخوفُ يأكلُ من قَرْعي ويرميهِ

والظّبيُ يجفلُ منْ شكٍّ يطاردُهُ

نحوَ الوِجارِ.. كأنَّ الذّئبَ يحميهِ

فقمتُ أمشي كأنّي لستُ أعرفني

أرجو الحياةَ، وللخمّارِ توجيهي

ورحتُ في أملٍ، إذْ جاءَ في ظُلَلٍ

ساقي الغمامِ، وحدُّ البرقِ يُجليهِ

يرمي الكؤوسَ، لمنْ ماتتْ أناملهُ

كأنّهُ الآنَ يُحيي من يُحيّيهِ

يدنو ولستُ أقولُ البدرَ إنَّ بهِ

بدرَيْ قميصٍ تراخى من نواحيهِ

فلا يصبُّ بكأسي قطرةً أبداً

حتّى أضيءَ سراجي منْ تعرّيهِ

وها يغمّسُ لي شمساً بزيتِ يدي

حتّى أقطّرَ ضوءاً منْ دياجيهِ

فالّلحظُ لحظةُ إشراقٍ تغيّبُني

عنِ الغيابِ، وصحوي لا يجاريهِ!

بوصفهِ قدْ صفتْ نفسي وطابَ فمي

وكمْ أحاكي زهوراً حينَ أحكيهِ

كأنَّ لفظَ اسْمهِ يُعطي محاسنَهُ

منْ كانَ يرقُبُهُ قولاً ويرويهِ

فقلتُ ما جالَ في نفسي لأسمعَهُ

اَلقولُ قولي أنا، والنّطقُ منْ فيهِ!

وأفضحُ الحبّ كيْ لا ينتهي شغفي

وأثبتُ الصّبحَ ما في اللّيلِ أنفيهِ

فكلُّ حالٍ لهُ رؤيا تُبدّلهُ

وكلّ شوقٍ له ذكرى تقوّيهِ

معذّبٌ ومهانٌ في الهوى كلِفٌ

ظنَّ البعادَ عنِ المحبوبِ يُنسيهِ

نقصي اكْتمالٌ، وهذا النصُّ أدخلني

عندَ الرّوايةِ فيما لستُ أدريهِ

حتّى وإنْ خوّفوني الموتَ في يدهِ

أقولُ: طوبى، وهلْ بالموتِ أُرضيهِ؟

وها أنا أقطعُ الأيّامَ دونَ هدىً

وكلُّ عمْري بذاتِ الحُبِّ أقضيهِ!

 

آخر الأخبار
الشيباني يلتقي سفراء دول أوروبية وآسيوية وأميركية في دمشق اختطاف المتطوع في "الدفاع المدني" يهدد العمل الإنساني في السويداء  لجنة تقصي الحقائق بأحداث الساحل: عملنا بداية لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا وكشف الحقيقة  شبكة حقوقية توجه نداء استغاثة لفتح وصول إنساني شامل إلى السويداء ودعم المُشرَّدين قسرياً خدمات إنسانية وصحية في درعا لمهجّري السويداء  "سوريا الجديدة دولة و وطن".. حلقة نقاشية في جامعة دمشق هدى محيثاوي .. صوت الوطن من  سويداء القلب  نقاشات موسعة أهمها إنشاء مركز تحكيم تجاري ..  خارطة طريق لتطوير العمل التجاري بين القطاعين العام وا... رئيس المخابرات البريطانية السابق: الاستقرار في دمشق شرطٌ أساسي للسلام الإقليمي  "حرب الشائعات".. بين الفتنة ومسارات الخلاص أحمد عبد الرحمن: هدفها التحريض الطائفي وإثارة الفوضى تآكل الشواطئ يعقد أزمة المياه مشهد يومي من جرمانا.. يوحّد السوريين ويردّ على الشائعات بالتآخي  المحامي جواد خرزم لـ"الثورة": تطبيق العدالة الانتقالية يحتاج وعياً استثنائياً  إنهاء تعظيم الفرد والديكور السلطوي.. دمشق خالية من رموز الأسد المخلوع خلال 15 يوماً الصناعة تبحث عن "شرارة".. فهل تُشعلها القرارات؟ "أوتشا": نزوح أكثر من 93 ألف شخص جراء الأحداث في السويداء  ضماناً لحقوق الطلبة.. تصحيح أوراق امتحانات الثانوية العامة بدقة وشفافية  فيدان: أي محاولة لتقسيم سوريا ستعتبر تهديداً مباشراً لأمن تركيا القومي سوريا في مرمى التضليل الإعلامي استخلاص العبر في التطبيق والاستفادة من دروس الآخرين