الثورة – عبير محمد:
تتلاحق الكوارث الطبيعية في كوكبنا لتؤكد على حقيقة ضعف الإنسان ومحدودية حياته فوق هذه الأرض، كما تؤكد على حقيقة مفادها أن الشعوب الفقيرة هي من تدفع ضريبة التغيير المناخي المتسارع.
لقد تابع الملايين الصور الكارثية التي تناقلتها القنوات الفضائية لضحايا زلازل المغرب وفيضانات درنة الليبية. ففي درنة الليبية لم تحتمل السدود المهترئة قوة دفع السيول فانهارت ودمرت في طريقها الحجر والشجر وأغرقت الآلاف من سكان الجبل الأخضر.
وفي المغرب تسببت الزلازل بموت الآلاف من سكان جبال الأطلس وحسب ما سمعناه من تقارير إعلامية فإن معظم المتضررين كانوا من الفلاحين ورعاة الأغنام في الجبال الذين يسكنون بيوت الطين التقليدية، معظم هولاء الناس لايتسببون بأي أذى للطبيعة .
ومن هنا يمكن التأكيد على حقيقة أن الدول الغنية أو بالأحرى الدول الصناعية الكبرى هي المسؤول الأول عن ارتفاع نسبة الانبعاثات الغازية في الهواء التي تخرب يوميا طبقة الأوزون وتساهم بزيادة رفع مستوى الخطر الذي يهدد الحياة الحيوية فوق سطح الأرض.
– هدر الوقت
تعقد سنويا مؤتمرات مناخية لاتخاذ تدابير وقائية للعمل على الحد من انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون، حول العالم، وتخرج بنتائج وتوصيات لا تحترمها ولا تطبقها في كثير من الأحيان .
ولا تزال أمريكا واليابان وبعض الدول الأوروبية تتسابق فيما بينها في التصنيع لغزو الأسواق العالمية بشتى أنواع الصناعات الحربية منها والاستهلاكية المنتشرة فوق سطح الأرض لتبقى تلك الدول الملوث الأكثر خطرا على الطبيعة والذي يساهم بالتهديد الأكبر على جودة الحياة.