الثورة – أيمن الحرفي:
لطالما وقف الإعلاميون مع مطالب الناس ونقلوا أوجاعهم وحملوا هموم الوطن والمواطن ودافعوا عن قضايا الوطن بكل جرأة وشجاعة.. وحركوا الرأي العام تجاه قضايا إنسانية واجتماعية وثقافية واقتصادية كي تتفاعل في أوساطه.. وكم تغيرت قرارات صدرت من مؤسسات لتنصف المظلوم وتعيد الحق لأصحابه وتضع الأمور في مكانها الصحيح بسبب كتابات الصحفيين وتحقيقاتهم.
لكن الصحفيين يقفون اليوم على أبواب صندوق التقاعد وصندوق الضمان الاجتماعي وهم ينتظرون التعويض الشهري الذي سيتقاضونه بعد أن قضوا سني حياتهم في بلاط صاحبة الجلالة بعد أن كتبوا المقالات والتحقيقات والبحوث والدراسات والتحليلات واللقاءات سواء في الصحف والإذاعة والتلفزيون أو سانا، وكل منهم يحمل تاريخاً من الثقافة و العلم وذكريات تحمل في طياتها الكثير من المتعة مع التعب والسهر وإظهار الحقيقة.
وكوني موظفا في صندوق الصحفيين أسمع من الكثيرين منهم قصصاً يروونها لي من حياتهم المهنية وكثيراً من تجاربهم التي عاشوها، وهناك أسماء كبيرة في عالم الصحافة نعرفها جميعاً منهم من رحل إلى وجه ربه ومنهم من يستمر في العطاء رغم تقاعده، وهؤلاء يأتون كل أول شهر إلى صندوق التقاعد وإلى صندوق الضمان الاجتماعي في اتحاد الصحفيين ليعرفوا ماذا سيقدم لهم الاتحاد مع فروعه ليفاجئوا بأن اليد قصيرة وأن هذا هو الحال وهذه هي الإمكانيات، رواتب التقاعد قليلة والتعويضات مثلها.
وبعد فترة يرحلون تاركين للورثة هذا الراتب الضعيف وتعويض الوفاة الذي لا يكفي لطباعة النعوات ولا لمصاريف الدفن.. أما صندوق الضمان الاجتماعي فقد انتهت العلاقة معه كون الصحفي رحل و لسنا مسؤولين عن زوجته وأولاده حتى المؤسسة التي كان يعمل فيها أول شيء يبطل مفعوله هو بطاقة الضمان الصحي.
غن تحسين أوضاع الصحفيين وخاصة المتقاعدين هو مطلب محق وعادل ويجب أن يكون الوضع للأفضل لأن الصحفي قضى معظم حياته في خدمة هذه المهنة، وحتى الصحفي القائم على رأس عمله ماذا ينتظر حقه في تعويض طبيعة العمل التي أقرت بـ ٥٥% من الراتب المقطوع.. ولكن المفسرين لها أبقوها على راتب الصحفي براتبه المقطوع عام ١٩٨٥، وهنا نقول بأن التحسين المجمد ارتبط بالحكومات المتعاقبة التي فضلت التريث والانتظار والانتقال بإضبارة تحسين الوضع المناسب للصحفي من حكومة إلى أخرى ولكن هناك قرارات بأيدينا نحن الصحفيين لابد من فعلها لتحسين هذا الواقع، من خلال الاستثمارات المجدية والمطالبة بتثبيت أملاك الاتحاد، و إيجاد حل مناسب لواقع الأسعار والإيجارات للعقارات التي بيد الاتحاد، وعندما نطالب بحقوقنا وتحسين واقع الصحفي سواء في حياته وهو في العمل أم في حال التقاعد أو الوفاة علينا ألا ننسى أننا أقل نقابة بين النقابات من حيث العدد ولكننا الأكثر تأثيراً والأقوى صوتاً.