الثورة-فؤاد مسعد:
بدا واضحاً خلال البروفات مقدار الجهد والتعب المبذول لتقديم عمل ضخم، حرص القائمون عليه أن يأتي مختلفاً عما سبق وقُدم، وممتلكاً مقومات الجذب والابهار والمتعة، إلى جانب ما يحمل في مضمونه من رسائل، إنه عرض الميوزيكال “تاج العروس” الذي يُعرض اليوم وغداً على خشبة مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون. وهو رؤية وإخراج أحمد زهير، تأليف النص محمد عمر، تأليف الموسيقا محمد هباش، كريوغراف رنيم ملط، ديكور غيث المحمود، إضاءة ماهر هربش، من المشاركين في التمثيل “ناهد الحلبي، غسان الدبس، علي عكروش، وليد الدبس، محمد عيسى، كفاح سلمان”، ومن المشاركين في الرقص “رنيم ملط، جوان خضر، معتصم عمايري، إيمان كيالي، آية القنواتي، محمد طراباسي”.
تنقلنا آلة الزمن في العمل إلى عام 1482 لنعيش مشاعر مختلطة من الحب والقهر، حيث شرّعت إشبيلية أبوابها لجموع الخارجين بعد قرون من الاستقرار والمجد، وأمام وقائع ما جرى من مآس تبرز قصة حب تعج بالصراعات. وحول خصوصية العرض يؤكد مخرجه أحمد زهير أنه عمل إنساني يحمل أهدافاً مرتبطة بالجيل الشباب، مشيراً إلى التنوع الكبير الذي يضمه فهناك العرب والغجر والإسبان الأمر الذي ينعكس على الموسيقا والرقص والأزياء وكل ما يرتبط بهذه العناصر، مشدداً على أهمية فكرة النص وارتباطها بنا كسوريين وعرب.
أما مصم الديكور غيث المحمود فأشار إلى واحدة من صعوبات العرض، ففيه أكثر من فضاء وينبغي تبديل الديكور خلال 15 ثانية، كما أن هناك ديكوراً متحركاً “نوازل وصواعد”، أما عن سبب اهتمامه بالتفاصيل التي عادة ما يتم الاهتمام بها بهذه الدقة في العمل التلفزيوني، فيقول: في المسرح دائماً علاقة الرؤية بالعرض تكون بعيدة وقد لا يُدقق المشاهد في التفاصيل كلها لأن هناك خط نظر بعيد، ولكن شرط الديكور في “تاج العروس” كان واقعياً وبالتالي ينبغي الاهتمام بالتفاصيل، وصُمم الديكور بحيث تُدرس المسافة الصحيحة للراقصين والكريوغراف ليأخذ كل منهم مساحته في الحركة، كما صُمم بالوقت نفسه ليحقق شرطي التصوير والعرض المباشر على المسرح.