“الفيبروميالجيا” الألم العضلي الليفي.. أحدث مرض شخّصه الطب

هل تشعر بآلام شديدة في أنحاء الجسم؟ هل تعاني من اضطراب النوم وتيبس المفاصل؟ قد تكون مصاباً بداء الفيبروميالجيا، fibromyalgia ، أحدث مرض شخصه الطب.

 

الثورة – ميسون حداد:

1- ما هو الألم العضلي الليفي “الفيبروميالجيا” – fibromyalgia ؟ 

يعرف الألم العضلي الليفي أو “الفيبروميالجيا”، بأنه حالة مزمنة، تسبب ألم في العضلات، والعظام، وتعب عام في الجسم، واضطرابات في النوم، وبعض الاضطرابات المعرفية.

يصنّفه الأطبّاء على أنه متلازمة، مما يعني أنها مجموعة من الأعراض التي لا تبدو مترابطة.
لا يعرف الخبراء أسباب “الفيبروميالجيا”، لكن الدراسات وجدت أن بعض الظروف الصحية كالعمليات الجراحية أو الضغط النفسي قد تؤدي لحدوثه، وقد تتراكم الأعراض تدريجياً مع مرور الوقت دون أي حدث محفّز.

2- من يتأثر بالفيبروميالجيا – fibromyalgia ؟

يمكن لأي شخص أن يصاب بالفيبروميالجيا، ولكن وجدت الدراسات أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة بالفيبروميالجيا من الرجال، ويؤثّر على الأشخاص في أي عمر، بما في ذلك الأطفال، لكن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن (40) عامًا هم أكثر عرضة لتشخيص الإصابة بالفيبروميالجيا.

3- أعراض مرض فيبروميالجيا – fibromyalgia

من أهم أعراض “الفيبروميالجيا” الشعور بالألم، وغالبًا ما يوصف بأنه ألم خفيف يستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ويحدث على جانبي الجسم وأعلى وأسفل الخصر، مما يسبب متلازمة التعب المزمن، فغالبًا ما يتعطل النوم بسبب الألم، وقد يعاني المرضى من اضطرابات نوم أخرى، مثل متلازمة تململ الساقين وانقطاع التنفس أثناء النوم.
قد تشمل الأعراض الأولية للفيبروميالجيا ما يلي:
– تصلب العضلات مع الألم المنتشر في كل مكان بالجسم
*- التيبس الصباحي، مع خدر وتنميل في اليدين والذراعين والقدمين والساقين
*- مشاكل في العمليات العقلية المعروفة باسم “الضباب الليفي”، أو “فيبروميالجيا الضباب” وتتعلق بالصعوبات المعرفية.
*- متلازمة القولون العصبي وهي حالة هضمية تسبب آلام المعدة والانتفاخ والانقباض المعوي
*- مشاعر الإحباط أو القلق أو الحالة المزاجية المنخفضة
*- الصداع النصفي واضطرابات المفصل الصدغي الفكي
*- التهاب المثانة الخلالي أو متلازمة المثانة المؤلمة
*- متلازمة عدم انتظام دقات القلب الوضعي
وقد يؤدي الانتقال إلى سن اليأس إلى تفاقم حالة الألم العضلي الليفي، ومما يزيد الأمور تعقيدًا أن بعض أعراض سن اليأس والألم العضلي الليفي تبدو متطابقة تقريباً.
وأعراض “الفيبروميالجيا” قابلة للتغيير، فيمكن أن تتحسن فجأة أو تزداد سوءًا في بعض الأحيان.

فيبروميالجيا الضباب 

فيبروميالجيا الضباب، أو ما يعرف أيضًا باسم “الضباب الليفي” أو “ضباب الدماغ”، وهو مصطلح يستخدمه بعض الأشخاص لوصف الشعور الغامض الذي يشعرون به، تشمل علامات الضباب الليفي ما يلي:
*- هفوات الذاكرة.
*- مشكلة في البقاء في حالة تأهب.
*- ضعف القدرة في التركيز على المهام العقلية.
وفقاً لدراسة عام 2015، نُشرت في مجلة أمراض الروماتيزم الدولية، يجد بعض الناس أن الضبابية العقلية من الألم العضلي الليفي أكثر إزعاجًا من الألم.

 

اقرأ بالتفصيل: العلاقة بين الفيبروميالجيا وضباب الدماغ 

4- أسباب مرض الفيبروميالجيا

لا تزال أسباب “الفيبروميالجيا” غير محددة، لكن على الأغلب تنجم عن وجود مشكلة في عملية معالجة الألم في الدماغ، حيث قد تكون هناك حساسية متزايدة تجاه الألم.
من أهم أسباب الإصابة بالألم العضلي الليفي:
– العوامل الوراثية: فقد تكون هناك طفرات جينية تجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
*- الالتهابات: يبدو أن بعض الأمراض تؤدي إلى حدوث “الفيبروميالجيا” أو تفاقمها.
*- الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية.
*- الخضوع للعمليات الجراحية.
*- التعرض للإصابات بشكل متكرر، كالإصابة بالعدوى.

 

يصف بعض الأطباء “الفيبروميالجيا” بأنه مرض نفسي عضوي، يُصيب النساء أكثر من الرجال، ويتمكن من الشخصية الحسّاسة والكتومة في حزنها

5- الفيبروميالجيا هل هو مرض نفسي؟

يعتقد بعض الباحثين بوجود علاقة بين آلام العضلات الليفية وأشكال معينة من الاكتئاب والقلق المزمن. ومع ذلك، فإن أي شخص مصاب بمرض مزمن – وليس فقط “الفيبروميالجيا”– قد يشعر بالاكتئاب في بعض الأحيان بسبب المعاناة من الألم والتعب المرافق للمرض.
ويصف بعض الأطباء “الفيبروميالجيا” بأنه مرض نفسي عضوي، يتسلل كاللص الخفي، يُصيب النساء أكثر من الرجال، ويتمكن من الشخصية الحسّاسة أو الكتومة في حزنها أو التي تعرضت لصدمه نفسية كبيرة في حياتها، ويزداد الألم مع سوء الحالة النفسية.
ويعتبر بعض الأطباء أنّ “الفيبروميالجيا” واحد من الأعراض النفس جسمانية، ويشددون على ضرورة خضوع مرضى الفيبروميالجيا لجلسات علاج نفسي لتقليل مستوى القلق والتوتر، باعتبارهما السبب الرئيسي للمشكلة.

6- تشخيص “الفيبروميالجيا”

من أكبر مشكلات المصاب بمرض “الفيبروميالجيا” أنه لا يجد طبيباً متخصصاً في علاج المرض، فأغلب الأطباء لم يسمعوا بالداء الجديد، ومن سمعوا به لم تمر بهم حالات ليعالجوها، ومن مرت بهم حالات لمصابين لم يجدوا لها علاجاً.

•  علامات تشخيص الألم العضلي الليفي – fibromyalgia

 

• ألم واسع الانتشار في الأرباع الأربعة، أعلى وأسفل الخصر وجانبي الجسم، يستمر لمدة 3 أشهر على الأقل
• ألم عند الضغط على ما لا يقل عن 11 من أصل 18 نقطة حساسة للألم محددة في جسم المصاب بـ”فيبروميالجيا”.
• انتشار مناطق الوجع أو تصلب 3 نقاط تشريحية على الأقل لمدة 3 أشهر.
• استبعاد الاضطرابات الأخرى المعروفة بأنها تسبب أعراضاً مشابهة.

 

7 – علاج الألم العضلي الليفي “الفيبروميالجيا”

يشمل علاج “الفيبروميالجيا” المناسب برنامجا متكاملا يتكون من العلاج الدوائي، والعلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، والعلاج البديل، واتباع حمية غذائية مناسبة، لكي يوفر أفضل النتائج للتخفيف من أعراض هجمة “الفيبروميالجيا.”

• العلاج الدوائي للفيبروميالجيا

تتضمن أدوية علاج الألم العضلي الليفي مسكنات الألم، وخاصة مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل مركبات الديكلوفناك ومضادات الاكتئاب التي يستفاد منها في تخفيف الألم وتحسين الصحة العامة للجسم.

• العلاج السلوكي المعرفي للفيبروميالجيا

إن العلاج السلوكي المعرفي لمرض الفيبروميالجيا يهدف إلى تقليل السلوكيات السلبية التي تزيد من التوتر أو الألم واتباع طرق التخلص من التوتر العصبي وعلاجها وتعلم أساليب لتطوير وتعديل نمط الحياة الرتيب.

• علاج “الفيبروميالجيا بالرياضة”

تعتبر الرياضة، مثل المشي والسباحة وركوب الدراجات، من أكثر العلاجات فاعلية في معالجة الألم العضلي الليفي، بما في ذلك الألم والتعب ومشاكل النوم، حتى أنَ ممارسة الرياضة لفترة بسيطة، لا تتعدى العشر دقائق، ولكن باستمرارية تأتي بالنتيجة المطلوبة.
ويجب تجنب الأنشطة المكثفة والقوية ويُفضل اختيار التمارين البسيطة التي تترافق مع شعور بالمتعة، مع ضرورة تجنب الإرهاق الزائد للعضلات.
كما ينصح البعض بالعلاج بالوخز بالإبر الصينية والعلاج بالمساج وممارسةتمارين اليوغا والتأمل.

• علاج “الفيبروميالجيا” بالحمية الغذائية

يساهم النظام الغذائي لمرضى الفيبروميالجيا الغني بالبروتين والكربوهيدرات، والأحماض الدهنية في المساعدة على التخفيف من حدة الألم، ويعطي للجسم طاقة تساعده على مقاومة المرض.

• أبرز الأطعمة التي ينصح بها الأطباء مرضى “الفيبروميالجيا”

1. السبانخ لاحتوائها على مضادات الأكسدة والألياف الغذائية.
2. التوت لاحتوائه على نسبة عالية من الفيتامينات.
3. الأسماك الدهنية ومن بينها السلمون، الغنية بالأوميجا 3
4. الدجاج، ويُعد أحد الأطعمة الغنية بالبروتين، الذي يساعد على بناء العضلات، ويمد الجسم بالطاقة اللازمة.
5. الكاجو، وهو من المكسرات الغنية بالأحماض الدهنية الغنية بمضادات الأكسدة.
6. الماء، وينصح الأطباء بتناول ما لا يقل عن ليتر ونصف إلى ليترين من الماء يومياً مما يساعد على الوقاية من الجفاف، وارتفاع مستويات الطاقة.

• “الفيبروميالجيا” والأطعمة الممنوعة

كما أن هناك أطعمة قد تساعد من التخفيف من حدة الألم، كذلك هناك أطعمة أخرى من الممكن أن تزيد الأعراض، وتهيج الألم، ومن هذه الأطعمة:
المنبهات، مثل الشاي والقهوة والمكسرات والفواكه الخالية من البذور والبقوليات وعصير الفواكة الغني بالأوكسالات والأعشاب والبذور.
تقليل السكريات، لأن السكريات تؤثر على الخلايا العصبية، ومن الممكن أن تصل الخطورة إلى تلف الخلايا، مما يساهم في خطورة حدة أعراض ألم العضلات الليفي.

8- إدارة “الفيبروميالجيا”

إذا كنت ممن يعانون من “الفيبروميالجيا” فيجب عليك وعلى عائلتك تفهم أن الألم العضلي الليفي يسبب الألم المزمن والتعب، يجب أن تأخذ دوراً فعّالاً في إدارة المرض عن طريق ممارسة الرياضة بانتظام، وتثقيف نفسك عن حالتك، وتعلم كيفية تنفيذ تقنيات الاسترخاء واستراتيجيات إدارة الإجهاد.
وينصح الأطباء المرضى بالابتعاد عن المواقف الضاغطة و التي تضاعف من القلق والاكتئاب، مع ممارسة الرياضة بشكل منتظم حيث تلعب دوراً رئيسياً في علاج الحالة وتقليل الضغوط النفسية.
كما ينصحون بالاهتمام بالعلاج المائي مثل الجاكوزي والسباحة والاستحمام لكونها تساعد على خروج المادة السلبية من الجسم.