الاكتنــاز القهــري.. بيــن الرغبــة والحاجــة

الثورة _ حسين صقر:
من منا لم يخبئ خردة أو قطعة معدنية أو ورقة أو حتى عملة لدولة أو ربما طابعاً بريدياً، حيث يحصل ذلك كثيراً، لكن أن يصل الأمر لاكتناز وتخبئة أي شيء مهما رخص، ومهما أدرك صاحبه أن لاطائل منه حتى لو وضعه في أدراجه وخزائنه طول العمر، فذلك يدعى الاكتناز القهري، أو إجبار الشخص نفسه على تخبئة وادخار أشياء يظن أنه سوف يستخدمها، ولكن في الحقيقة يقضي عمره ولا يحتاجها، وخاصة أن تلك الأغراض بعضها أو غالبيتها معطوبة ومعطلة، وحتى إصلاحها صعب للغاية، لهذا فالاكتناز القهري هو حالة مرضية أو اضطراب يعاني صاحبه من تخزين مُفرط للأشياء القديمة عديمة الفائدة أو القيمة وإيجاد صعوبة بالغة في التخلص من أي منها أو التفريط بها سواء بإعطائها لأحد أم بالاستغناء عنها نهائياً، ولتوضيح هذا المصطلح ومعرفة أسبابه وطريقة التخلص منه

تواصلت «الثورة» مع الباحثة والمرشدة النفسية نيرمين عبد الصمد والتي أكدت، أن الأشخاص الذين لايستطيعون التخلص بسهولة من الأشياء القديمة يعانون فعلاً، من وسواس الاحتفاظ بأشياء عديمة القيمة، وتندرج حالاتهم تلك ضمن ما يسمى الاكتناز القهري.وأضافت عبد الصمد، أن الكثيرين يعانون من عادة تجميع الأغراض والاحتفاظ بها دون الحاجة إليها، و يميل بعضهم إلى التعلق بأشياء قديمة قد تكون لها ذكريات عميقة في نفوسهم بينما يخشى البعض من التفريط بأغراض معينة تحسباً للحاجة إليها في ما بعد، وهو ما يتسبب بفوضى عارمة في المنزل أو المكان الذي يعمل به أحدهم نتيجة لتراكم الأغراض بشكلٍ مفرط الأمر الذي يؤثر على راحة المعيشة، وربما يحدث بعض الخلافات بين أفراد الأسرة، وكثرة سؤال ذلك الشخص عن جدوى تجميع تلك الأشياء وعدم وجود جواب لها، سوى القول: قد نحتاجها يوماً، ويختلف الاحتفاظ بالأشياء من شخص لآخر، فالكاتب والصحفي والشاعر من هؤلاء قد تجد لديه أكواماً من الأوراق والكتب والمجلات والصحف والأقلام وكل ما يتصل بعمله، ومن يعمل في صيانة الأدوات القطع و الكهربائية، تجد لديه كما هائلاً من الخرداوات المتنوعة، والخياط يحتفظ بالكثير من الإبر والخيطان والسحابات المستعملة والقطع القماشية، وغيرهم أيضاً قد تجد شيئاً مختلفاً، وهناك ممن يعانون الاكتناز القهري من يجمع بين هذه وتلك، وقالت عبد الصمد: يعتقد المصاب بهذا النوع من الاضطرابات أنه بحاجة مستمرة لهذه الأشياء فيحتفظ بها، ويشعر بالضيق لمجرد التفكير أنه سيتخلص منها، وتالياً يؤدي إلى تراكم الأشياء فوق بعضها وازدحام مكان المعيشة، وأوضحت الباحثة النفسية قد يعتقد أيضاً أن احتفاظه بهذه الأشياء لها قيمة مادية مجهولة وقد تكون في المستقبل، كأن تطلب في مسابقة مثلاً، وقد تكون عاطفية كأن تذكره بأشخاص يحبهم اشتروها أو اقتنوها من حاجة ولحاجة، أو حدث معين، منوهة بأنه تترواح شدة الإصابة باضطراب الاكتناز القهري بين الدرجة الخفيفة والشديدة، فقد لايكون له تأثيراً على حياة شخص ما، كأن يعانيه غالبية أفراد المجتمع، بينما يكون خطيراً لدى شخص آخر يؤثر بشكل كبير على حياته اليومية، حيث تتطور مشاكل تخزين واقتناء الأشياء تدريجياً مع مرور الوقت لتصل في مرحلة معينة إلى فوضى كبيرة تلفت نظرالآخرين.
وقالت عبد الصمد: إن أعراض اقتناء أشياء لاحاجة لها لدرجة زائدة عن الحد تبدأ بصعوبة التخلص منها ويتضح ذلك من خلال الانزعاج من فكرة التخلص ذاتها، و التردد والتأجيل في قرار التخلص هذا، ما ينتج مشكلات في التخطيط والتنظيم، و قد تتطور المشكلة لتصل إلى اضطراب الشراء القهري، ما ينتج عن ذلك أكوام غير منظمة ومكدسة فوق بعضها كالجرائد والأوراق والكتب والقطع البلاستيكية والألبسة والأثاث وغيرها، وتراكم القمامة لمستويات غير صحية وعدم القدرة على الطبخ بسبب تزاحم الأشياء في المكان، ونوهت بناحية مهمة أن الاكتناز القهري يختلف كثيراً عن جمع الأشياء، فالأشخاص الذين يجمعون الطوابع أو نماذج السيارات أو أنواع العملات مثلاً، يصنفونها ويعرضونها بعناية وضمن مجموعات جمالية، بينما من لايستطيع التخلي عن أشيائه المعطلة والمعطوبة هو من يعاني ذلك، ونصحت هؤلاء بأن يعملون جرداً شهرياً بمساعدة أفراد المنزل للتخلص من تلك الأشياء من خلال الإقناع أو البحث عن طريقة للتخلص منها مقابل فائدة مادية كأن يساعده لعرضها على من يشترون القطع المستعملة ويبحثون عنها ببن الأحياء، وإقناعهم بأن هذه المادة أو تلك لم تعد ذات فائدة وتأخذ مكاناً في المكان دون فائدة، وختمت أن الجميع يمكن أن يكتنزوا الأشياء ويجمعونها ولكن قلائل من يلجؤون لذلك بشكل قهري، مضيفة أنه بغض النظر عن المكتنز قهرياً بأنه مصاب، إلا أن من ميزاته أنه إنسان مرتب و يحب النظام والقوانين، كما أنه أنيق ويهتم بلباسه ونظافته والمكان الذي يجلس به، ويحترم خصوصية اللآخرين لكنه يميل للانطوائية، ومتردد، ويعاني من عصبية داخلية.

آخر الأخبار
خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني