هرب جنود الصهاينة مهزومين عام ألفين من جنوب لبنان مخلفين وراءهم الميركافا أقوى آلية في سلاح الدبابات البري ليواجهوا بها المقاومة اللبنانية ويجتاحوا مواقعهم.. فرّت الأقدام الهمجية ذليلة، مكسورةٌ غطرستها ووهم ما كانت تروج أنهم الجيش الذي لا يقهر..
كانت الهزيمة التالية بعد حرب تشرين أكتوبر 1973 تلك الهزيمة أسست لتنامي المقاومة وتنظيمها لتصبح قوة صلبة تواجه الكيان الصهيوني الذي لا يمكن أن يقف أمام اجتياحاته أحد عندما يشاء.
كيان غاصب احتلالي، خارق لكل مواثيق الأمم المتحدة التي يضرب بقراراتها عرض الحائط.. كانت المقاومات الفردية ما بين ماهر طلبة وسناء محيدلي وحميدة الطاهر وغيرهم تقلق الكيان الصهيوني.. لكن عندما أصبحت المقاومة جبهة مهمة، لها من يدعمها ويكون لها ظهيراً قوياً أصبح الفزع رفيق ساعات الصهاينة…
تموز كان مريراً في أيامه الثلاثين عام 2006 الذي جعلهم كلاباً تنبح استجداءً لوقف القتال ونالت المقاومة فيه شروطها لتحرير عميد الأسرى سمير القنطار ورفاقه.. إلا أن الكلاب المسعورة المهزومة في جنوب لبنان التفتت إلى غزة هاشم منتقمة عام 2008 ورغم القصف الذي مارسته حينها إلا أن صمود غزة أعياها وهزمها..
صارت المقاومة ثقافة يتداولها الشباب وأُسرُ الشهداء، تتبناها الأمهات لتشبعها في نفوس الأبناء حتى صارت نهجاً استراتيجياً يستحوذ على الفصائل الفلسطينية في تنظيماتها..
ورفع سيف القدس ليقابل الذين ساروا منبطحين لنتن ياهو الذي كان يتبجح بأنهم ساروا إليه ولم يذهب لهم.. حتى باتت الصورة مخزية.. أين التضامن العربي التشريني الذي جعل أمنية وحدة الموقف صورة قابلة للتحقق يوماً لاسترجاع حقوق الشعب الفلسطيني.. من عدو لديه قوة لكنه يقوى بضعفنا وتخاذلنا..
العدو الجبان التجأ للقبة الحديدية ليحمي نفسه بصواريخها الذكية، التي أثبتت صواريخ المقاومة أنها قبة غبية..
تهافت المخذولون في أنفسهم نحو نتنياهو، عندما رفع ديك المزابل ترامب توقيعه القذر على أضحوكة أن القدس عاصمة الصهاينة ناقلاً سفارته إليها، مهدداً بصفقة القرن التي قطعها سيف القدس.. وتواصلت عمليات المقاومة في الداخل، وأعلِنت وحدة الساحات داخل الأرض المحتلة وخارجها.. لم يعر الصهاينة اهتماماً إلا للغارات التي كانت تخترق سماء دمشق وبعض المحافظات.. وعلى قطاع غزة في رشقات ترد بها على بعض العمليات التي تغيظها لفشل قدرتها على إيقافها في غير مكان ضمن جغرافية ما يدعونها أرض 48 كأنها إرث أبيهم..
اليوم تمردٌ على الالتحاق بالاحتياط وكلهم عسكر.. هروب نحو الصحراء هجر للمنازل وإخلاء.. ذوقوا بعضاً مما فعلتم.. جثث في الشوارع في محيط غزة لايقترب منها أحد لانتشالها هلعاً من نيران المقاومة..
طوابير في المطارات وجوازات سفر مختلفة الجنسيات، للخروج من الأرض المحتلة.. حيث لا انتماء فهم شذاذ آفاق ولميم من دول عدة.. قادتهم يصرخون مخونين بعضهم البعض، ويلقون بأحقادهم قصفاً وتهديماً لأبراج غزة، َغاراتهم مطراً أسود، والمقاومة مستمرة..
لن تعيا من هول الموت لأن الشهادة مطلب يهب لهم حياة أكثر عزة بحفظ الكرامة.. وصواريخهم تطال أهدافها بدقة وتصيب.. المدد الأميركي يتحرك.. والعالم الساقط في وحول الصهيونية يقف إلى جانب المحتل متناسياً أنه العدو الغاصب للأرض وشعبها..
مسؤول العمليات الصهيوني ينعت أهل غزة بـ”الحيوانات” ويقطع عنهم الماء والكهرباء والاتصالات.. أيها القذر أنت أدنى من أن تلقب بالحيوان.. أنت كائن هلامي ناطق..
الشارع العربي يغلي وبعض حكامه يطالبون بالتهدئة وضبط النفس.. بينما شرفاء العالم يطالبون بتظاهراتهم الوقوف إلى جانب غزة ورفع الظلم عن الفلسطينين وحقهم في أرضهم..
أي زمن نعيش.. الإرهاب في سورية، وحدها تقاوم معها الله والأصدقاء.. وبنو الجلدة يطالبون بهدم الدولة.. واليوم غزة معها الله ودول المقاومة.. والآخرون هلعون من كيان كرتوني بانت عيوبه.. أي زمن هذا.. لعلهم يتمنون أن تنتهي فلسطين وأهلها..
تباً لزمان التناقضات.. لكن الحق واستعادته هو صبر ساعة.
البيت لنا والقدس لنا و بأيدينا سنعيد بهاء القدس، طوبى لك فيروز.. صوتك برؤوس خوت من النخوة.. دماؤكم أمانة.