الثورة-رنا بدري سلوم:
تخوض سيّدة الأرض، ألم الولادة العسير، على يد الشرفاء والمقاومة، الولّادة بالأبطال، تثبت أن الوطن وكما عرّفه الشاعر محمود درويش» ليس سؤالاً تجيبُ عنه وتمضي، إنه حياتك وقضيتك معاً».
واليوم وفي «طوفان الأقصى» يثبت الفلسطينيون المقاومون أن قضيتهم هي الأغلى وحياتهم ترخص أمامها، وأن أرض فلسطين العربية كأي نهر، له نبع ومجرى وحياة، «أرضنا ليست بعاقر كل أرض ولها ميلادها، كل فجرٍ وله موعد ثائر .
أمام الشاشات نتسمّر وعلى مواقع التواصل الاجتماعي نتتبّع الأخبار المسموعة والمقروءة والمصوّرة، تخطفُ أعيننا القبلة الأولى وأخبار الأحرار وانتصاراتهم هناك، ومقاومتهم للكيان الصهيوني المحتل الذي زرع ذاكرة مؤلمة ودامية عند الشعوب من فظاعة الجرائم وارتكابه المجازر الجماعية واستخدامه الأسلحة المحرّمة دولياً، فكان أبشع احتلال عرفته البشرية منذ قرون، وها أتى اليوم الموعود، نتتبع به بطولات الأحرار المقاومين ونزعهم علم المحتل الغاشم واستبداله بالعلم الفلسطيني مكلّفاً أرواح مئات الشهداء وآلاف الجرحى في صفوف الأبطال وعدد لا يستهان به من الضحايا أطفالاً ونساء وشيوخاً، استهدفهم الكيان الإسرائيلي المجرم بعملياته العسكرية ببيوتهم الآمنة وهم مدنيون عزّل.
يزعم الغزاة أنهم «بالسيوف الحديدية» الغالبون، جرائم ليست بجديدة على تاريخ عدو يشرب الدماء وينكّل بالجثث ويحتل الأرض.
أيها الغزاة الطامحون مهما كثرت المفردات وعناوين عملياتكم العسكرية فإنكم أوهن من بيت العنكبوت، إن القدس اليوم تلفظكم، تعيش ثورة الأرض وكرامة العروبة، يرنو العرب بقلوبهم إليها يدعون للصلاة بها، فهي اليوم تعيش القيامة الحقيقية، أبطالها الفرسان يسطّرون التاريخ بالدم وشعراؤها يكتبونك بمدادِ القلب فلسطين عربية حرّة أبيّة، فلا حدود أمام الحلم والحق، إننا كالنسور الجارحة نرنو إلى فلسطين «حدود الشام أزرعها قصائد تطلق العقبان! وباسمك، صحت بالأعداء: كلي لحمي إذا ما نمت يا ديدان فبيض النمل لا يلد النسور.. وبيضة الأفعى.. يخبىء قشرها ثعبان! خيول الروم.. أعرفها وأعرف قبلها أني أنا زين الشباب، وفارس الفرسان»، صدقت يا درويش فكما يغني الفرسان الفلسطينيون قبل كل انتفاضة» دمنا للأرض مي والأرض عطشاني» فسدد الله خطاكم ورميكم ونصركم النصر المبين لتبقوا حرّاس هذه الأرض وصوت أغنياتها.
