تعلمنا في هذه الحياة بأن الإنسان عبارة عن موقف، وهذا الموقف يحدد شخصية هذا الإنسان وماهيته التربوية والأخلاقية والقيمية، ومن هنا قالوا كن جميلاً ترى الوجود جميلاً، وهذا عكس شخصية الإنسان السلبي المهزوم داخلياً.
فجمالنا نحن نصنعه بأيدينا شكلاً ومضموناً، وأول لمسات الجمال في حياتنا هي الكلمة الطيبة النابعة من القلب مع كل الناس مع ابتسامة حانية فيها عين العطف والرقة والحنان فهذه الحالة من الكلام الطيب مع الابتسامة التي تدخل على قلوب الآخرين الفرح وتجعلهم يعشقون هذا الجميل ويتمنون لقاءه والتحدث معه لأنه كحامل المسك فإما أن نشتري منه أو نشتم منه رائحة زكية.
ونفحة جمال ثانية نصنعها في حياتنا وهي المعاملة الحسنة مع الآخرين وأهمها أداء الحقوق بكل أمانة وصدق فهذه الجمالية توثق وتقوي وشائج المحبة والألفة وتثمر ثماراً يانعة لكلا الطرفين.
وكذلك تقوي بنية الأسر والمجتمعات وهناك لوحات جمالية تزين المكان والزمان في حياتنا ومنها صلة الأرحام والتواصل بين أفراد الأقارب وبشكل مستمر وهذه الجزئية لها نكهتها وسعادتها في القلب بحيث يبوح أفراد الأسرة لبعضهما البعض عما يشغلهم ويقف أمامهم من عقبات.
وبهذا التقارب يسهم الجميع في حل أي معضلة تقف أمامهم وهذا من أوجه الجمال الذي نستطيع جميعاً تكريسه في وجودنا فالحياة جميلة بكل المقاييس فهي محطات مختلفة نستطيع الاستفادة منها لنجعلها تسطع نوراً وبهجة وحضوراً فاعلاً.
وخلاصة القول ومن أجمل ما قاله الشاعر عن قمة الجمال وبهائه: ليس الجمال بأثواب تزيننا .. إن الجمال جمال العلم والأدب، وبحكمة منيرة أختم “أدب المرء خير من ذهبه”.
جمال الشيخ بكري