الثورة _ أيدا المولى:
تأكيداً على أهمية الصحة النفسية فإن النشاطات المجتمعية تفرز حلولاً مختلفة منها: فتح صالات واسعة كي تستقبل الناس الذين يرغبون بالفضفضة عما يعانون, كم هو مهم أن تجد أحداً يصغي إليك يسمعك، وأنت تتكلم فقط أو تبكي ثم تشعر بعدها بالارتياح، كم هذا الأمر بسيط لكنه مهم للغاية، وفي هذه السنوات كثيرون هم البشر الذين يعيشون حالات نفسية بحاجة إلى مختصين لعلاجها لذا ومن باب التأكيد على أهمية الصحة النفسية وارتباطها الوثيق بالصحة البدنية، فقد خصص العالم يوماً للانتباه إلى أن ضحكاتنا تؤثر كثيراً وأن وقوفنا إلى جانب بعضنا والاستماع إلى بعضنا شيء في غاية الأهمية.
الاختصاصية النفسية ألفت العلي العاملة في المركز الصحي الإشرافي في مدينة سلمية قدمت عرضاً ممتعاً في المركز الثقافي بأسلوب رقيق يدعو للتفاؤل في مجال تخطي المشاكل النفسية والأزمات تناولت فيها أكثر المشاكل المؤثرة على الصحة النفسية التي تعني بالضرورة أن نكون سليمين بدنياً وعقلياً واجتماعياً.
مؤشرات الخلل النفسي
العزلة مؤشر على وجود خلل،عدم التكيف مع حالات التوتر الشديدة لفترة زمنية طويلة وممتدة، الاكتئاب والدخول في مرحلة متطورة لهذا المرض الذي يعد ثاني أكبرسبب لعدد سنوات الحياة، أما الانتحار فهو ثاني أكبر سبب للوفاة في العالم، وتشير إحصائية عالمية إلى أن هناك 800ألف شخص يموتون انتحاراً في العالم تتراوح أعمارهم بين الـ19 و29 عاماً.
إنها مؤشرات تحذر لوجود خلل نفسي.
أبرز المشكلات
وتوضح العلي أن هناك مشاكل نفسية أكثر تأثيراً بالإنسان ترتبط بمجموعة الدعم الرئيسية التي تختص بالعائلة وهي: فقد أحد أفراد العائلة، مشاكل الطلاق وتداعياته على الأولاد وإهمال الأطفال ومشكلة أخرى وهي الإفراط في تدليل الأولاد، وماينتج عنه من مشاكل لاحقة، إضافة لمشكلة جسدية تنعكس مباشرة على الحالة النفسية وهي إصابة أحدهم بمرض مستعصٍ أو عارض صحي يجلسه شهوراً دون حركة. وتزداد الحالات تعقيداً لدى فئة الشباب الصغار الذين يخسرون علاقة عاطفية فتكون نهاية الحياة بالنسبة إليهم. إضافة إلى المشكلات النفسية المتصلة بالمحيط الاجتماعي كابتعاد العائلة عن موطنها وخسارة الأصدقاء، ومشكلات السكن وعدم تأمين مأوى والتشرد..
مساعدة المأزومين نفسياً
هناك تصرفات خاطئة نمارسها عن غير قصد تضر بالمأزوم نفسياً فإن فقد أحدهم عزيزاً بالموت ربما يقول أحدهم: من رأى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته معتقداً أنه يخفف دون أن يدري أن المفجوع يرى أن مصيبته أكبر المصائب، وهنا تنصح الاختصاصية ألفت بإعطاء المأزوم مساحة كافية من التعبير عن مشاعره بالبكاء دون إجباره بعبارة: ابك فالبكاء يخفف عنك؟ إن أردت للمأزوم شفاء من فقد عزيز مثلاً فلابد أن تشجعه على العودة لعمله وروتينه اليومي، وتقديم الدعم الملموس للأدوية ومستلزماته الغذائية.
الدعم النفسي والاجتماعي
فيما سبق تم الحديث عن المستوى الفردي للدعم النفسي أما إذا تعرض المجتمع كله للأزمات كالحرب مثلاً فلابد من تقديم الدعم النفسي عبر تقديم المساعدات، وذلك بالحفاظ على الكرامة الإنسانية واحترام الشخص المحتاج، والعمل على تفعيل مجموعات الدعم النفسي للأطفال في مراكز رعاية وتقديم خدمات رعاية أولية من قبل المختصيين المجمتعيين وعلى رأس الهرم يأتي دور المختص النفسي للحالات التي تحتاج لرعاية نفسية من قبل مختصين بالعلاج لكن متى يأتي دور هؤلاء؟
تؤكد العلي أن أهمية دور الأهل تكمن عندما يصل أمر أزمة الإنسان إلى درجة التأهب الدائم واليقظة وعدم السيطرة على المشاعر.
وعندما تكون نوبات البكاء مستمرة وحين تصبح التخييلات والأحلام المزعجة مصدر قلق وأرق دائم .
ضرورة حتمية
كما دعت العلي إلى تجنب لقاء الناس والرغبة في العزلة الدائمة، وتناول الكحول والمهدئات، الميل للأفكار الانتحارية، تدهور الأداء الوظيفي، وربما تريد أن تبقى نائماً أو مفرطاً في اليقظة ؟ كلها مظاهر لحياة نفسية صعبة لابد من علاجها حتى لاتستعصي .
أفكار خاطئة
يعتقد الناس أن المصابين بمشاكل نفسية هم ضعاف الشخصية، كما أن جميعهم يهددون سلامة المجتمع بسبب العنف المتوالد داخلهم،كما يسود مفهوم خاطئ حول الأدوية النفسية على أنها مسببة للإدمان، وهذا ناتج عن عدم متابعة المريض لمراحل العلاج علماً أن الأمراض النفسية تعالج وفق خطة زمنية يمكن أن تطول.