الثورة _ رفاه الدروبي:
هبَّ رجال الشمس يقذفون الأعداء لا يهابون الردى.. وضعوا الشهادة نصب أعينهم في سبيل أرض الرسالات ومسرى الأنبياء بوَّابة السماء فلسطين الطاهرة، مُردِّدين قصيدة علي محمود طه المُلحَّنة والمُغنَّاة بصوت موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب :
أخي جاوزَ الظالمونَ المدى .. فحقّ الجهادِ وحقّ الفدا
فجرِّدْ حُسامَك من غمدِه .. فليسَ له بعدُ أنْ يُغمدا
أخي أيُّها العربيُّ الأبيُّ .. أرى اليوم موعدنا لا الغدا
حمل التشكيلي علي جروان أدواته “الريشة والألوان” إثر إعلان “طوفان الأقصى”، متوجهاً إلى شطر إحدى الجدران في مخيم خان دنون بريف دمشق وراح يرسم تاركاً العنان لريشته المقاومة للتعبير عن حبِّه وتماهيه مع جذور أرضه فجسَّدها في لوحة عرضها خمسة أمتار وارتفاعها ثلاثة أمتار، لافتاً إلى أنَّها تضمَّنت فدائياً يرتدي الكوفية الفلسطينية وبيده بندقيته يقبض عليها بقوة، بينما تظهر أسفل اللوحة بيوت تتكئ على بعضها البعض، مُطلقةً استغاثتها من ليل طال سواده دون أن يبزغ فجر الحرية المسلوبة مُبرزها باللون الأزرق الممزوج بالرمادي وكأنَّ ليلهم طال.. وفي الجزء الآخر من اللوحة الطائرات الشراعية تهبط لتوها على ثرى القدس ويتمُّ إعلان بيان النصر وكم نزف الفلسطينيون من دم بحيث غلب اللون الأحمر القاني كي يعبِّر عن تروية تراب الوطن بدماء الشهداء الزكيَّة في سبيل فلسطين .. وأوضح أنه رسمها بألوان الإكريليك، مُستغرقاً في تدبيجها ١٥ ساعة تضمَّنت مقاتلاً فلسطينياً وطائرة شراعية وقبة الصخرة.
