الثورة – رفاه الدروبي:
عرض التشكيلي محمد الركوعي ٣٠ لوحة في معرض أطلق عليه “قناديل” ليدعك تقف أمام فنان مختلف يهتم بالتفاصيل فكان كلُّ جزء من إبداعه يُشكِّل لوحة كي يتحفنا بأعمال تُوجِّه الأنظار إلى تراث بلاد الشام بزخارفه وأزيائه، ويخصُّ من بينها زي فلسطين في مناطق عدِّة.
قناديل الركوعي المعروضة في ثقافي أبي رمانة أشار بأنَّه نفَّذها بمقاس واحد رسمها على القماش بألوان الإكريليك الشفاف وبأسلوب واقعي تعبيري في بعضها؛ سريالي تجريدي في أخرى، مُقتبساً من قصص ألف ليلة وليلة موضوعاً لبعض لوحاته، وجزء آخر منها خصَّه لتراث بلاده فلسطين القريب من محافظة درعا حيث غلب على معظم لوحاته عنصر القنديل كونه أساسياً.
التشكيلي محمود عبد الله رأى بأنَّ الفنان قدَّم أعمالاً ذات ألوان متناسقة وخطوط قوية تُعبِّر عن نضال فنان كبير التزم بقضية وطنه وأبرز المرأة العربية الفلسطينية كأم الشهيد المقاومة والزوجة والأخت والابنة، لافتاً بأنَّه قدَّم تراث بلاده بطريقة جميلة متطورة.
من جهتها التشكيلية سوسن بواب وضّحت بأنَّه اهتم بالتفاصيل والخلفية وكثافة اللون فأنجز لوحات جميلة بإحساس عالٍ.
تميزت لوحاته بظهور إضاءة تترك بروزاً جميلاً وكأن المتلقي سيمسك الهلال بيده، مستخدماً تقنيات بين ثنايا الزخارف العائدة لمنطقة بلاد الشام ظهرت في تفاصيل الثوب والشعر.
بدوره الناقد سعد القاسم أكَّد بأنَّ موهبته لم تكن نتيجة دراسة وإنَّما ظروف الاعتقال القاسية كانت متنفَّساً كي يُعبِّر عن العودة فحملت لوحاته تجريداً بالمفردات البصرية، مُنوِّهاً أنَّه وجد تطوراً كبيراً في معرضه الحالي وظهر تناغمٌ لونيٌّ فيه بالشكل ودرجات الألوان وحمل شكلاً خاصاً من الزخرفة ليست تقليدية بل مبتكرة.
كما اعتبر التشكيلي جمعة النزهان بأنَّ تجربة الركوعي لها باع طويل بالفن، مُشبِّهاً معرضه الحالي بكتاب شعر تفتحه وتقرأ أحلى القصائد فكل لوحة فيها قصة، وكانت المرأة سيدة اللوحات تُمثِّل حالة شاعرية أو حب مع الرجل والأسرة، فيما كانت بعضها تحتوي على أسرة كاملة ويمكن رؤية المنزل والجبل والشجرة، فصياغته رائعة تدلُّ على صبره وأناته، مشيراً بأنَّ تقنياته ظهرت باللون ولديه ناظم مشرق ونظيف دليل على تمتعه بمستوى تقنيٍّ عالٍ، إضافة إلى حجم المربع بالنسبة لاختيار اللوحة أعطى جمالية أكثر واتصف بمكونات زخرفية متنوعة بالأبواب والشبابيك وتراث بلاد الشام.