يعود بقوة..

الملحق الثقافي- خالد حاج عثمان:
الإبداع خلق إنساني..خص به الله البشر…وهو فعل ابتكاري أصيل قديم منذ الأزل..وهو فعل عقلي خلاّق
تتعدد مجالاته..أجناسه ومناحيه..مابين الأدب..والفن بأنواعه..والموسيقا والغناء والمسرح والدراما وغير ذلك…
وخلال التاريخ اتخذ الإبداع دوره الريادي في المجتمع وتلمس قضاياه..وفي العصر الحديث ظهر الإبداع الملتزم رداً على مقولة «الفن للفن» الأمر الذي انسحب على جميع صنوف الإبداع فكان الإبداع عامة في الجماهير وقضايا الأمة ومنها أمتنا..وسؤالنا
هل يستعيد الإبداع دوره في خندق المواجهة…؟
هذا السؤال الكبير..-القضية – طرحناه على عدد من المبدعين السوريين والعرب في شتى المجالات والميادين الإبداعية ..
وكانت الاجابات متنوعة في الرؤية والرؤيا:
*- الإبداع الشعري ورسالته الفنية والجوهرية.
الشاعرة «فاطمة الحسن..»المغرب…:
لعل من الحقائق الثابتة في حياة الشعر أياً كان نوعه أو زمنه إنه يعكس التطور المستمر في الحياة سواء أكانت الحياة الاجتماعية أم السياسية الخ…. إذ ساهم الإبداع في المجال الشعري إلى توصيل رسائل فنية ساهمت في التحديث والتطور الفكري لدى المجتمعات كلها وبالخصوص من لديهم آذان مصغية حساسة ملهمة متذوقة للمعاني الشعرية..
من طبيعة الحال يعود الإبداع.. وسوف يعود بقوة..
لأن الإبداع سلاح العقل
لا وجود للحياة دون إبداع الذي يساوي الحياة..

ويمكننا محاكاة الواقع المأساوي عبر لوحة تشكيلية كذالك..
*- ولادة الإبداع من خاصرة الألم..:
تقول الشاعرة هالة الغضباني من تونس:
إن الإبداع بتولد من خاصرة الألم وفي كثير من الأحيان إن لم نقل جلها ترتبط القريحة الشعرية بالواقع الحسي والوجداني المعيش في الحب والحرب على حد سواء
_كلما تألمت الأم وقت الولادة زاد حبها وإحساسها بطفلها
_كلما زاد بون الحبيبين وبعدهما تأججت المشاعر وفاض الحب والشوق
والأمر سيان في الحروب
_ فكلما حل الدمار وأريقت الدماء وعم الدخان في الأرجاء صدح صوت الملاحم شعراً وخطت الأقلام أدباً، فكان الشعر سلاح المثقف ووسيلة مقاومة على مر الأزمات والشدائد حجارته قواف مشفرة ورسائل مضمونة الوصول بين الشعوب لا المقاتلين فقط..
وذلك كله منوط بأمة بأكملها فعندما تصحو الضمائر ويتقلد المثقف المبدع دوراً أعمق لا بنت شفة لا غير كالانخراط في المنظمات الإنسانية والحصانة الدبلوماسية للتنقل دون موانع وعبور الحدود حينها يصدح دويه ويبلغ الصدى المداد ويكون للقلم أثر وللرسالة صوت مباشر
*-الإبداع كان دوماً في خندق المواحهة..
الشاعر القومي والعروبي الملتزم»عبد الكريم الخالقي» من تونس قال جواباً عن سؤال الملحق..والكيفية ورؤيته كمبدع وكمؤسس لأهم منتدى في بلاده:
في الحقيقه الإبداع ما تنحى لحظة عن دوره في خندق المواجهة وانتصاره لإرادة التحرر والقضايا العربية… لكن ما نرومه هو أن لا يكون هذا الدور مناسباتياً بقدر ما نرومه خياراً استراتيجياً.
فالمبدع العربي يجب أن يكون في طلائع المقاومة والدفاع عن مقدرات الأمة ويكون قاطرة الدفاع عن هديتنا وكرامتنا.
ما رؤيتكم ورؤاكم في هذا المجال؟
كما ذكرت خيارنا يجب أن يكون مقاومة وما أخذ بقوة لا يسترد بغيرها.
وكي ننجح في ذلك لا بد من مناهج تربية تربي الأجيال على التشبث بالثوابت والهوية.
يجب أن تقام ندوات ومهرجانات خاصة بهذا.
بايجاز يجب أن تلعب التربية والتعليم والثقافه أدواراً أولى في هذا المجال.
أن تنصت الأنطمة لشعوبها الرافضة لكل أشكال التطبيع مع أعداء أمتنا
أن «يدستر» بند تجريم التطبيع.
أن نجعل من أبنائنا مشاريع جيوش في الثقافة والمعرفة لبناء نهضة حضارية لأمتنا
*- المبدع الحقيقي…
الشاعرة منى حباب..سورية:
المبدع الحقيقي هو من يتأثر بمحيطه والأحداث..
المبدع هو إنسان وفنان يبدع بريشته لوحة فنية وبألوان شتى فتعود بتعابير يحددها الرائي
والشاعر هل يتكور على قصائده ظناً منه بأنها كتبت بحروف من ذهب فنأى بنفسه عن الآخرين ولبس ثوباً فضفاضاً …
يد واحدة لاتصفق أمام التشرذم الكبير.
فالرسالة لن تصل
إن اختراقنا صعب.. أثقلتنا القيم
فامتدت جذورنا نحو الأمام بوعي منا
تعلمنا كيف نتمسك بالأرض وتعطرنا من عطر دمشق تعلقنا بالزيتون طوقاً وافترشنا الياسمين هوية
تظللنا بالسنابل ووحيها قرطاسياً
لمن نترك الأوطان ونحن أبناؤها لا انفراد ولاتفريط… شآمنا أصبحت جنتنا..
أقول في إحدى قصائدي:
كان الطريق إلى الأمام يوما محشواً بأجراسك..
تملؤه أناشيد..
أين أنت الأن ؟
في أي شوارع من مدينتك بنيت خيامك؟
في أي من عربات الشوق حملت ألوانك.
لجوءا إلى الشعر
تنثره حنيناً
أين الآن أيها الحبّ من عباءة الشرق؟
هل أوجعتك القصائد المكتفة» بكان وإن فرحلت
حتى بات الرخام يعتلي منابر الموت …؟
لاتحدق كثيراً في الفراغ إنني أراك طيفاً يبكي مثل طفل جائع
مثل كفيف يحتسي الدمع المالح …
مثل قلادة معلقة على جدار الذكريات ..
كمثل قبلة الحياة..
*- رسالة الإبداع النبيلة.. الشاعرة»زوات حمدو» من سورية ..
قالت:
الأدب …هو وعاء جامع لكل الثقافات..ورسالة تمتد جسورها بين الكلمة والإنسان والحياة..
مهمته :إيصال رسائل الحق والخير والجمال والفضيلة عبر ألوان البيان..لذا لم يخطئ الأديب الروسي إلكسي تولستوي حين وصف لنا الكاتب هو الذي يستطيع أن يصف لنا عالم الله…
فالأديب مسؤول أمام الله وأمام ضميره في كل مايكتب ومايقدم من التزام بقضايا الأمة والدفاع عنها..وأن يكون قرين الوعي الذي يلازم الرسالة لأهمية تاريخ المراحل والدفاع عن الأوطان والأرض والإنسان..وأن يواجه الحرب الثقافية التي تهدف إلى محو الذاكرة..وأن يواجه الفساد ومايحمل من أفكار مسمومة تطيح بالمجتمع بكل ركائزه….عن طريق الوعي، فالوعي يشغل أهمية وازنة ..عن طريق الأدب وتكوينه..والعمل على تحويله واستخدامه كطاقة قادرة على التحريك والتجديد والتغيير في سياق المواجهة والدفاع..وإعادة الإبداع إلى خندق المواجهة والممانعة بما يخدم قضايا الامة

وهكذا تتباين رؤية المبدعين لإبداعاتهم..أهميتها..مكانتها..رسالتها..دورها في المجتمع ..
ولكن مهما يكن فإن للإبداع الدور الريادي في تقدم وتطور المجتمع وتكوين ثقافته..وفكره..وهو وإن ضعف موقعه -قليلاً- في خندق المواحهة لأمر ما..
إلا أنه مايزال المرابط فيه..والمنافح عن الوطن..والرائد في التصدي والمواجهة ضد أيّ اختراق..
وهو السياج الشائك الذي يحول كل مايعتري الأمة..                           

العدد 1163 –  17-10-2023

آخر الأخبار
انطلاق سوق "رمضان الخير" في دمشق لتوفير المنتجات بأسعار مخفضة المعتقل صفراوي عالج جراح رفاقه في سجن صيدنايا وأنقذ الكثيرين "حركة بلا بركة" تفقد واقع عمل مديريات "التجارة الداخلية" في اللاذقية خسارة ثالثة على التوالي لميلان تكثيف الرقابة التموينية بطرطوس.. ومعارض بأسعار مخفضة برشلونة يستعيد صدارة الليغا باحث اقتصادي لـ"الثورة": لا نملك صناعة حقيقية وأولوية النهوض للتكنولوجيا شغل (الحرامات).. مبادرة لمجموعة (سما) تحويل المخلفات إلى ذهب زراعي.. الزراعة العضوية مبادرة فردية ناجحة دين ودنيا.. الشيخ العباس لـ"الثورة": الكفالة حسب حاجة المكفول الخصخصة إلى أين؟ محلل اقتصادي لـ"الثورة": مرتبطة بشكل الاقتصاد القادم المخرج نبيل المالح يُخربش بأعماله على جدران الحياة "الابن السيئ" فيلم وثائقي جسّد حكاية وطن استبيح لعقود دورة النصر السلوية.. ناشئو الأهلي أولاً والناشئات للنهائي كرة اليد بين أخطاء الماضي والانطلاقة المستقبلية سلتنا تحافظ على تصنيفها دولياً الأخضر السعودي يخسر كأس آسيا للشباب دوبلانتيس يُحطّم رقمه القياس رعاية طبية وعمليات جراحية مجاناً.. "الصحة" تطلق حملة "أم الشهيد"