يتعرض الأبناء لهزات عنيفة اجتماعية واقتصادية، أزمات مادية ومعنوية، ويعيشون في زمن تتصارع فيه القيم ويختل التوازن بين الوسائل والغايات وينتشر القلق والاضطراب.
مع التطورات الحياتية التي تتسارع تقع على الآباء مسؤوليات مضاعفة لحسن تربية أولادهم، فالأبوة ليست إنجاباً للأطفال وإنفاقاً عليهم بل هي الوفاء بحقوقهم وتوفير المناخ الصحيح لنموهم الجسدي والنفسي ولايكون ذلك بغمرهم بالنصائح والأوامر والتوجيهات وإحصاء الأخطاء بل جعلها سلماً للنجاح، وكم من أسر استطاعت تحدي الضغوطات المعيشية القاهرة من خلال تماسكها وحفاظها على الترابط بالحب والاحترام المتبادل حتى أصبح أبناؤها مواطنين أشداء يشهد لهم الجميع ويحترمهم على ماأنجزوه من تفوق بجدهم وتحملهم للمصاعب.
للأسرة دور كبير في تنمية التقدير لكل ماهو جميل واحترام الذات والآخرين وكذلك القوانين والتعليمات وغرس القيم الاجتماعية وترسيخ قيم المواطنة وإذكاء روح المقاومة.
نحن بحاجة إلى التفاؤل والثقة بأبنائنا وشدهم لخوض تجارب حياتية،تجعلهم جديرين بتحمل المسؤولية الملقاة على عاقهم.
إن التغيرات الكاسحة التي تحيط بنا وتزحف من تحتنا تحتاج إلى بصر وبصيرة، مع ذكاء وحرص لابد فيها أولاً من جهد الأسرة وعطاء المنزل.

السابق