الثورة – أيمن الحرفي:
السعادة الحقيقية تكمن في عون من يقصدك بأمر يمكن لك أن تساعده فيه، فكيف إذا قصدك بطلب علاج لمرض أصابه وآلام تنهك جسده، وتفقده صبره وتحمله.
مشاهد مؤلمة.. تلك التي نراها للمرضى في اتحاد الجمعيات الخيرية بدمشق “صندوق العافية”، هذا الصندوق الذي يعتبر الحاضن الإنساني النبيل لأعمال الخير ومساعدة كل من يطرق بابه، فمنذ الصباح الباكر ولساعات طويلة يقوم باستقبال مئات المرضى، حيث وصل عددهم هذا الأسبوع لما يقارب ٤٠٠ مريض.
كما قدم الصندوق وبعض المتبرعين مساهمات لهم بلغت ١٩٦ مليوناً و٥٤٢ ألف ليرة، فنحن اليوم في زمن انتشرت فيه الأمراض بأنواعها وكثرت فيه طلبات العلاج باختلافها.. وزادت أحوال الناس سوءاً وفقراً وحاجة.
والجدير ذكره من خلال المتابعة لعمل الصندوق أنه يعرض على اللجنة الطبية بعض العمليات الجراحية الكبيرة تكلفتها بين عشرة ملايين وتصل بعضها إلى 150 مليون ليرة.. وربما تعجز الجمعية عن تلبيتها لعدم توفر التبرعات الكافية لها ولجميع المرضى، وتغطية تكاليفها كاملة بأنواعها قد يتطلب المليارات.. ولكن هل وقف أعضاء الجمعية عند هذا الحد؟
يقول محمد رياض خورشيد أمين سر اتحاد الجمعيات الخيرية بدمشق في لقاء مع صحيفة الثورة: نقوم بعملنا الإنساني هذا خدمة لإخوة لنا في هذا الوطن الغالي لا حول لهم ولا قوة.
ولا بد لي أن أذكر الجميع بأننا قمنا في مجلس إدارة الاتحاد منذ الأيام الأولى من تكليفنا بإدارة الاتحاد عام 2017 وحتى الآن بنشاطات إنسانية خدمية خيرية عديدة، وعملنا على عدة مسارات: المسار الأول هو القيام بإعادة تفعيل عمل الاتحاد المنصوص عليه في النظام الداخلي وهو التشبيك بين الجمعيات المنتسبة للاتحاد وتعزيز قدراتها ورفع مستوى أدائها وتطوير أعمالها ودعم العمل المؤسساتي فيها من خلال مشروع بنيان 1 وبنيان 2 الذي تم الحصول عليهما من منظمة UNDP لإقامة دورات تدربية إدارية وقانونية ومحاسبية وأخلاقية للعاملين في الجمعيات الأهلية، وكانت من نتائج أعمالنا أن ارتفع عدد الجمعيات المنتسبة للاتحاد من حوالي 100 جمعية إلى أكثر من 140 جمعية.
المسار الثاني هو تنشيط عمل صندوق العافية من خلال استقبال كل يوم ثلاثاء حوالي 500 من المرضى الفقراء للمساهمة في عملياتهم الجراحية وعونهم في الإجراءات الطبية المختلفة، مع صرفنا لهم المتوفر لدينا من الأدوية.
بالإضافة لقيامنا بغسيل الكلية لحوالي 400 مريض كلية في مركزي “السناء والزايد” التابعين للاتحاد وفي خمسة مراكز أخرى وعلى نفقة الاتحاد وهذا منذ تكليفنا وإلى الآن، بالرغم من الارتفاعات الباهظة جداً لأسعار مواد جلسات غسيل الكلية، وأوضح أن المريض تجرى له 9 جلسات غسيل كلية شهرياً وبعضهم 13 جلسة شهرياً.
المسار الثالث هو إتمام إكساء وتجهيز مشفى العافية التابع للاتحاد في حي الميدان والمرخصة كمشفى خيري وهي أكبر مشفى خاصة في مدينة دمشق ومؤلفة من أرضي وستة طوابق وقبوان بمساحة إجمالية / 13000 / متر مربع وقد تم إكساء أكثر من 80 % منها، ونسعى جاهدين لإنجازها وتجهيزها في أقرب وقت خدمة للمرضى الفقراء في بلدنا الحبيب. ونأمل افتتاحها في أقرب وقت ممكن.
المسار الرابع هو العمل على تفعيل صندوق المودة والرحمة لتزويج الشباب حيث يتم مساعدة الشاب المقبل على الزواج بمبلغ رمزي عند توفر الإيرادات المالية. متمنياً أن تكون المساعدات والمساهمات كبيرة للشباب في الأيام القليلة القادمة.
وأخيراً لا ننسى ما قام به الاتحاد من نشاطات متنوعة في عدة مناسبات وقيامه بمشاركة الجمعيات الأهلية في تأدية واجباتها الوطنية والإنسانية عند الأزمات الطارئة والسرعة في الاستجابة وتلبية النداء دون أي تردد.
ومن جانبه أوضح الأستاذ هيثم سلطجي عضو مجلس الإدارة في الاتحاد أنه لم يتوقف العمل في تقديم الدعم للعمليات الجراحية وتقديم الأدوية والصور والتحاليل والمعلومات الطبية، بل انطلقنا إلى تنفيذ حملات عديدة منها، الحملة التي قام بها الاتحاد في الكوارث عند حدوث الزلازل في المحافظات السورية لذلك الحديث لا ينتهي عن العمل الكبير الذي يقوم به أعضاء و كوادر الاتحاد وصندوق العافية بدون كلل ولا ملل وبدون تذمر.. ناهيك عن المعاملة الراقية للمراجعين فهم ينظرون إليهم كإخوة وأبناء.