الثورة – ترجمة رشا غانم:
عقب الاستهداف الضخم الذي طال مستشفى بقطاع غزة والذي راح ضحيته مئات الأبرياء، ألغت الأردن القمة التي كان مخطط لها للرئيس الأمريكي مع القادة العرب في الأردن، حتى قبل مغادرة الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط.
تشير زيارة بايدن إلى عدم اقتناعه بنتائج زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكن إلى المنطقة الأسبوع الماضي، وفي الوقت الذي أعلن فيه البيت الأبيض للإعلام بمغادرة الرئيس الأمريكي، فستكون “اسرائيل” هي المحطة الوحيدة للرئيس الأمريكي، حيث كان يأمل في التوسط للموضوع، مما يعني بأن جهود الولايات المتحدة لتهدئة التوترات في الصراع المتصاعد بين الكيان الإسرائيلي وفلسطين قد تعرضت لانتكاسة قوية، كما أفادت وكالة أسوشيتد برس في مقال.
ومع ذلك، فإن إعلان وزير الدفاع الأمريكي، ليويد أوستن، بأن الولايات المتحدة ستفعل كل ما في وسعها لدعم “إسرائيل”، وإرسالها مجموعة هجومية ثانية لحاملة الطائرات إلى المنطقة كترهيب للعالم العربي، من شأنه أن يجعل من إلغاء القمة العربية- الامريكية أمرا ليس بالمفاجىء لأمريكا، وقد جاء تأجيل قمة عمان بعد انسحاب الزعيم الفلسطيني محمود عباس من الاجتماعات المقررة احتجاجا على الهجوم على المستشفى الذي نفذته الطائرات الحربية الإسرائيلية.
“إسرائيل” هي الحليف الأكبر للولايات المتحدة في المنطقة، إن لم يكن في جميع أنحاء العالم، لكن واشنطن لا تريدها أن تسبب الفوضى في الشرق الأوسط، لأن حجتها بالدفاع عن النفس قد ذهبت بعيدا هذه المرة على ما يبدو، والجهود الذي تبذلها الولايات المتحدة للتوسط في مصالحة بين “اسرائيل” وفلسطين قبل أن يندلع الصراع ليست نابعة من اهتمامها بالسلام وقلقها على الاستقرار في المنطقة، ولكن من أجل مواجهة ومكافحة النفوذ المتزايد للصين في المنطقة، وعلى الرغم من أن تطور العلاقات الصينية الغربية، لم يستهدف الولايات المتحدة الأمريكية يوما ما.
تعتبر الولايات المتحدة الشرق الأوسط مجالا وساحة للعبتها مع الصين، ويرجع دعم إدارة بايدن للكيان الإسرائيلي جزئيا إلى حقيقة أنها مع التركيز على الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠٢٤- فلا يمكنها أن تتحمل غياب وتجاهل التأثيرات الخاصة لليهود في الدوائر السياسية الأمريكية.
هذا ويشير تصعيد الوضع إلى أن إلحاح واشنطن لم يلق آذانا صاغية على الجانب الإسرائيلي، الأمر الذي أثار قلق بايدن أيضا بشأن “تغييرات جوهرية محتملة في النظام الديمقراطي الإسرائيلي، في غياب أوسع إجماع ممكن”، على حد تعبير البيت الأبيض، وإن الولايات المتحدة لا تفقد نفوذها على العالم العربي فحسب، بل تفقد نفوذها أيضا على “إسرائيل”.
المصدر – تشاينا ديلي.