الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الهدف الرئيسي للسياسة الخارجية لواشنطن في غرب آسيا وشمال إفريقيا هو الدفاع عن “إسرائيل” وتعزيز أمنها.
وهذا ما أوضحه بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى جانب جميع مسؤولي الإدارة والعدد الهائل من قادة الكونغرس، في الوقت الذي تدعو فيه الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الدولية الأخرى إلى فتح ممر للسماح بالمياه والغذاء والخدمات الطبية والمساعدات الإنسانية والكهرباء للحد من الإصابات والوفيات المستمرة بين الفلسطينيين.
وقد زار زعيم الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ تشاك شومر “إسرائيل” أيضاُ لنفس الغرض المتمثل في “إضفاء الشرعية” على التمويل والتسليح والتنسيق الأمريكي لقمع الشعب الفلسطيني وزعزعة استقرار الدول المجاورة مثل مصر والأردن ولبنان وسورية والهيمنة عليها.
وانطلاقاً من هذه الوفود الرسمية وتصريحات الدعم غير المشروط لإسرائيل من قبل السياسيين الديمقراطيين والجمهوريين، فإن ذلك ينبئ بالكثير عن مكانة ومستقبل الإمبريالية في هذه المنطقة الجيوسياسية وكذلك في المجتمع الدولي بأكمله. وقد أمر بايدن بنشر سفينتين حربيتين في المنطقة و2000 جندي من البنتاغون.
وفي 18 تشرين الأول الجاري، جاءت زيارة بايدن إلى تل أبيب حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرأس “حكومة حرب”، وزيارة بايدن هي محاولة لإظهار شرعية زائفة لموقف سياسي عسكري يهدف إلى تبرير القضاء على أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. ولا يمكن اعتبار بايدن، بتجاهله للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وسيطاً نزيهاً يشعر بالقلق إزاء محنة الفلسطينيين.
بعد 11 يوماً من قصف الجيش الإسرائيلي لغزة، لم يعرب بايدن وإدارته عن أي تعاطف على الإطلاق مع الفلسطينيين، وهم مهتمون بالحفاظ على الهيمنة الإمبريالية أكثر من اهتمامهم بإنقاذ حياة الفلسطينيين وجيرانهم. ولا يمكن النظر إلى المسؤولية عن المذبحة الجماعية التي لحقت بشعب غزة إلا على أنها نتيجة ثانوية لفشل السياسة الخارجية لإدارة بايدن في فلسطين.
كانت إحدى أسوأ المذابح منذ بدء القصف الإسرائيلي على غزة هي الغارات الجوية على المستشفى الأهلي الذي تديره الأبرشية الأنجليكانية، والتي أفادت التقارير أنه ذهب ضحيتها ما لا يقل عن 500 شخص في 17 تشرين الأول.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في وقت سابق من اليوم أن تل أبيب لم يكن عليها أن تشرح لأحد طبيعة التكتيكات العسكرية التي استخدمتها في قتل أكثر من 3000 فلسطيني في الأيام الـ 11 الماضية.
وسبق قصف المستشفى غارات شنها الجيش الإسرائيلي على إحدى المدارس مما أدى إلى ارتقاء العديد من الأطفال. ولم يكن المستشفى الأهلي مسرحاً لعلاج المرضى والجرحى فحسب، بل كان بمثابة منطقة آمنة بعيداً عن القصف المتواصل الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على المراكز السكنية.
وكان ما يقدر بنحو 4000 نازح يحتمون هناك بعيداً عن القصف الجوي الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة. وكان هذا المستشفى نفسه قد تعرض للقصف في غارة جوية إسرائيلية في 14 تشرين الأول الجاري.
وقد غيرت الحكومة والجيش الإسرائيليان روايتهما حول الغارات الجوية على منشأة الرعاية الصحية والمأوى في مدينة غزة.
في البداية، كان تأكيد “إسرائيل” هو أنها تحذر الفلسطينيين من مغادرة المناطق الشمالية من غزة والتوجه إلى مدن الجنوب.
وحتى بعد إخلاء الناس لمناطق واسعة من قطاع غزة، تعرضت القوافل للقصف أثناء سيرها. وعند معبر رفح الحدودي مع مصر، منع الإسرائيليون نقل المواد الغذائية الأساسية والمياه والأدوية وغيرها من الإمدادات المقرر تقديمها للفلسطينيين.
وقد كانت هناك ردود فعل سياسية فورية في جميع أنحاء العالم على قصف الجيش الإسرائيلي للمستشفى الأهلي في غزة، فقد اندلعت المظاهرات في الكثير من البلدان.
إن هذه التصرفات التي تقوم بها “إسرائيل”، والتي تدعمها واشنطن، ستجعل من الصعب للغاية أن يُنظر إلى الولايات المتحدة كقوة قادرة على تحقيق السلام والأمن في جميع أنحاء العالم.
يجب على الشعب في الولايات المتحدة أن يرفض البرنامج الإمبريالي للطبقة الحاكمة وأن ينضم إلى أغلبية العالم في المطالبة بتحرير فلسطين والاعتراف بحقها في إقامة دولتها المستقلة.
المصدر – غلوبال ريسيرش