قسر الفلسطينيين على الرحيل.. عقيدة أساسية في المشروع الصهيوني

فؤاد دبور – الأمين العام لحزب البعث العربي الديمقراطي بالأردن- تحت التأسيس:

في ظل مجريات الأحداث الدموية التي يمارسها العدو الصهيوني في فلسطين العربية المحتلة، قطاع غزة، الضفة الغربية، شمال فلسطين، بل كل فلسطين العربية، يتم التداول بأن هدف العدوان الإجرامي الصهيوني البشع هذه الأيام ترحيل المواطنين الفلسطينيين أصحاب الأرض، أصحاب الوطن، حيث يمعن العدو الصهيوني في إجرامه قتلاً وهدماً لتحقيق هذا الهدف.
ولكننا نؤكد أن طرد الفلسطينيين وترحيلهم عن وطنهم لإحلال الصهاينة المستوردين من عديد دول العالم متأصل في الفكر والعقيدة الصهيونية أي أنه ليس بجديد حيث تم إقراره في المؤتمر الصهيوني الأول في عام 1897م.
حيث وضع الصهاينة خططهم لتحقيق حلمهم في إنشاء “دولة” لهم والتي ارتكزت بشكل أساسي على طرد الفلسطينيين وترحيلهم وتشريدهم وقتل ما يستطيعون قتله، وعلى أساس وضع الصهاينة وقادة حركتهم وقيادات الحكومات المتعاقبة استراتيجية واضحة المعالم تجاه العرب الفلسطينيين تقوم على طردهم ومصادرة أرضهم وإقامة المستعمرات الصهيونية فوق هذه الأرض وهذا دفعهم إلى ارتكاب المجازر الدموية البشعة ضد أصحاب الأرض وبخاصة بعد قيام كيانهم الغاصب في الخامس عشر من أيار عام 1948م حيث أقدموا على تحقيق هدف طرد الفلسطينيين والتخلص منهم بكل الوسائل ثم جاء عدوان الخامس من حزيران عام 1967م الذي تم على إثره مصادرة الأرض في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان العربي السوري وإقامة المستعمرات الاستيطانية في هذه الأرض وبخاصة حول مدينة القدس العربية، بمعنى أن النهج الصهيوني العنصري المعادي للعرب الفلسطينيين وغيرهم متأصل ومتجذر في الفكر الصهيوني.
وقد أقر الكنيست الصهيوني قانوناً يقضي بإسقاط الجنسية عن العرب الفلسطينيين ويهددهم بالطرد من أرضهم ووطنهم رغم أنهم أصحاب الأرض الأصليين الشرعيين استناداً إلى ذريعة وحجة مزورة تتعلق بما يسميه الصهاينة (الإرهاب) من وجهة نظرهم علماً أنهم أهل الإرهاب الذي تمثل أساساً في وجودهم في أرض فلسطين العربية وفي ممارستهم وسياساتهم العدوانية الإجرامية.
أما ضحايا هذا الإرهاب الصهيوني المنظم فهم الشعب العربي الفلسطيني الذين يدافعون عن أرضهم وممتلكاتهم ووجودهم المستهدف من القتلة الصهاينة الذين لم يتركوا وسيلة إرهاب وقتل واغتيال وبطش إلا ومارسوها من أجل تحقيق مشروعهم الصهيوني القائم أساساً على فكر وأيدلوجية تقوم على اقتلاع العرب الفلسطينيين من أرضهم ومدنهم وقراهم وتشريدهم خارجها من أجل استيعاب المهاجرين الصهاينة من عديد بقاع الأرض لإحلالهم مكانهم ما يؤدي إلى نزع الطابع العربي عن أرض فلسطين تمهيداً لتهويدها باعتبارها على حد زعمهم أرض “الميعاد” أرض “دولة اليهود”.
كما يوجه الصهاينة عدوانهم وإرهابهم نحو سورية العربية وكذلك لبنان وكل الأمة العربية مثلما مارس ويمارس العدو الصهيوني سياسة العدوان والاحتلال ضد أقطار عربية وبخاصة سورية، لبنان، مصر، الأردن وغيرها.

وقد اتبع حكام الكيان الصهيوني الغاصب وحكوماته المتعاقبة سياسة عنصرية الطابع تمثلت في اتخاذ إجراءات معادية تقوم على أساس التطهير العرقي والذي تم التعبير عنه بإقدام الحكومات الصهيونية على طرد وتشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين في العام 1948م من وطنهم وأرضهم، ويبقى هذا النهج مستمراً ما دام هذا الكيان قائماً. كما يمارس قادة العدو الاضطهاد والظلم والحرمان والحصار والحكم العسكري لأبناء شعبنا تحت الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948، حيث قوانين عرفية تعسفية تحول دون تنقلهم بلا ترخيص ويتم منعهم من البناء فوق أرضهم إذا تواجدوا فيها ووصل الأمر بالصهاينة إلى منع الفلسطينيين من دفن موتاهم في مقابر قراهم بذريعة أن مجرد القبول بدفن الميت في بلده يعني الإقرار بأن هذه الأرض والبلدة تعود ملكيتها إلى أهله وقد أصدر الصهاينة سلسلة من القوانين والتشريعات العنصرية الجائرة لتثبت نظرتهم وسياساتهم تجاه الفلسطينيين الذين يعيشون في الأرض المحتلة عام 1948م منذ قيام كيانهم الغاصب والتي تتسم فعلاً بالظلم والاضطهاد والاعتداء وارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين. لكن شعبنا يقاوم جرائمهم وعنصريتهم وتوجهاتهم لتحقيق مشروعهم الصهيوني الاستعماري التوسعي الإحلالي الهادف إلى تهويد الأرض وتصفية الوجود الفلسطيني ويمكن أن نتوقف عند أهم وأبرز هذه القوانين تعداداً ودون الدخول في مضامينها بدءاً بقانون العودة لعام 1950م، وقانون الجنسية الصادر عام 1952 والتعديلات التي أدخلت عليه وقوانين مصادرة الأملاك والأراضي المتعددة والتي بدأت حكومات العدو الصهيوني بإصدارها منذ العام 1949م (قانون الحاضر الغائب) وقانون توزيع السكان الصادر في شهر أيار من العام 1975 الذي يحظر على غير اليهود الإقامة في أماكن ومدن معينة ويشجع اليهود على الانتقال إليها والسكن فيها وبخاصة في مناطق الجليل والنقب نظراً لوجود كثافة سكانية عربية فلسطينية من أجل نزع طابعها العربي وتسهيل تهويدها وقد رأينا الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها حكومة الإرهابي نتنياهو الحالية بإجبار العرب الفلسطينيين على هدم بيوتهم بأنفسهم وبخاصة في القدس العربية، وجاء قانون “الغزاة” طبعاً المقصود بالغزاة هنا العرب الفلسطينيون أصحاب الأرض وليس الغزاة الغرباء الصهاينة واليهود القادمين إلى فلسطين من دول متعددة في هذا العالم ويعتبر هذا القانون من أخطر القوانين التي صدرت عن الحكومات الصهيونية حيث صدر في شهر شباط من عام 1981 ذلك لأنه يهدف إلى طرد العرب من الجليل شمال فلسطين والنقب في الجنوب وقرى المثلث في الوسط (أم الفحم وجوارها).
طبعاً، لم تتوقف الإجراءات الصهيونية بخصوص الأرض المحتلة عام 1948م، كما أسلفنا، بل طالت الأرض الفلسطينية المحتلة إثر عدوان عام 1967م ووفق برامج متعددة المحاور والأهداف حيث تقوم حكومات العدو بمصادرة الأرض وإقامة المستعمرات الاستيطانية وبخاصة حول مدينة القدس العربية حيث أصدرت حكومة العدو الصهيوني التي قامت بالعدوان وبعد أيام من العدوان قراراً بموافقة الكنيست الصهيوني بتوسيع حدود بلدية القدس وتوحيدها وإقامة مستعمرات استيطانية حولها تمهيداً لتهويدها باعتبارها على حد زعمهم، العاصمة الموحدة الابدية لكيانهم الغاصب مثلما أصدرت الحكومات الصهيونية قرارات أخرى بعد أقل من شهرين على الاحتلال تصادر بموجبها مساحات واسعة من أرض الضفة الغربية حتى نهر الأردن شرقاً لتقيم عليها مستعمرات استيطانية دفاعية على حد زعمهم، هذا، ولا تزال حكومات العدو الصهيوني ممعنة في سياساتها المتعلقة بمصادرة الأرض العربية وطرد السكان العرب أصحاب الأرض الشرعيين وبناء عشرات الآلاف من الوحدات السكانية والمستعمرات الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة والجولان العربي السوري المحتل، مثلما قامت حكومات العدو الصهيوني بإقامة جدار فصل عنصري في الأرض الفلسطينية بهدف تهويد المزيد من الأرض العربية.
ما عرضناه يشكل القليل القليل من الإجراءات الصهيونية الهادفة إلى طرد العرب الفلسطينيين من ديارهم وأرضهم وتؤكد التشريعات والقوانين والممارسات الصهيونية على توجهات الصهاينة وعقيدتهم وأفكارهم واستراتيجيتهم العدوانية مثلما تؤكد على روح الانغلاق والتعصب والعنصرية والقمع والاضطهاد وخرق حقوق الإنسان والمواثيق الدولية كما تؤكد على الترحيل والتطهير العرقي في الفكر الصهيوني وعلى العداء للعرب كل العرب حتى لو أقاموا معها علاقات متعددة.
ونؤكد على انتهاج شعبنا طريق المقاومة ضد العدوان، وهذا يتطلب وحدة الموقف العربي الداعم للمقاومة وحشد الطاقات لمواجهة عدو غاصب متغطرس قاتل طارد للآخرين من أرضهم ووطنهم وديارهم، والمقاومة مهما بلغت التضحيات طريق التحرير والنصر.

آخر الأخبار
انطلاق سوق "رمضان الخير" في دمشق لتوفير المنتجات بأسعار مخفضة المعتقل صفراوي عالج جراح رفاقه في سجن صيدنايا وأنقذ الكثيرين "حركة بلا بركة" تفقد واقع عمل مديريات "التجارة الداخلية" في اللاذقية خسارة ثالثة على التوالي لميلان تكثيف الرقابة التموينية بطرطوس.. ومعارض بأسعار مخفضة برشلونة يستعيد صدارة الليغا باحث اقتصادي لـ"الثورة": لا نملك صناعة حقيقية وأولوية النهوض للتكنولوجيا شغل (الحرامات).. مبادرة لمجموعة (سما) تحويل المخلفات إلى ذهب زراعي.. الزراعة العضوية مبادرة فردية ناجحة دين ودنيا.. الشيخ العباس لـ"الثورة": الكفالة حسب حاجة المكفول الخصخصة إلى أين؟ محلل اقتصادي لـ"الثورة": مرتبطة بشكل الاقتصاد القادم المخرج نبيل المالح يُخربش بأعماله على جدران الحياة "الابن السيئ" فيلم وثائقي جسّد حكاية وطن استبيح لعقود دورة النصر السلوية.. ناشئو الأهلي أولاً والناشئات للنهائي كرة اليد بين أخطاء الماضي والانطلاقة المستقبلية سلتنا تحافظ على تصنيفها دولياً الأخضر السعودي يخسر كأس آسيا للشباب دوبلانتيس يُحطّم رقمه القياس رعاية طبية وعمليات جراحية مجاناً.. "الصحة" تطلق حملة "أم الشهيد"