الثورة – غصون سليمان:
لا تزال الأنثى والمرأة بشكل عام تعاني إلى وقتنا الحاضر من وصمة فيزيولوجية هي من طبيعة تكوينها الجسدي ألا وهي حالة “الطمث أو ما يسمى الدورة الشهرية”، فلغاية اللحظة تخجل معظم الفتيات والنساء من ذكرها أو الحديث عنها رغم أنها حالة صحية لجسد المرأة وحكمة إلهية لاستمرار الحمل والإنجاب..
إلا أن بعض العادات والتقاليد أو لنقل بعض المفاهيم المعرفية والثقافية لا تأخذ بجوانبها الصحيحة كترجمة إيجابية في بعض الحالات الطارئة والقسرية وربما المغلوطة الى حد كبير..
في هذا السياق أطلقت مؤسسة مَوج التنموية التي تعمل بشكل تشاركي على معالجة قضايا مجتمعية وتنموية وربطها بمحتوى إعلامي ينطلق من الواقع، أطلقت عبر صفحتها “ضمة وردية”، والتي تعنى بمواضيع الصحة الإنجابية للنساء والرجال حملة مناصرة بعنوان “دورتي- موعيب” .والتي تهدف إلى دعم ومناصرة النساء ضد خطاب الكراهية اللفظي والسلوكي، الذي يوجه لهن بفترة الدورة الشهرية ،حيث ظهر هذا الخطاب بشكل جلي وواضح أثناء كارثة الزلزال التي ضربت البلاد في السادس من شهر شباط الفائت، إذ منعت الكثير منهن من الاحتماء والإيواء بالأماكن الدينية، وتعرضت بعضهن لخطاب كراهية وتوبيخ يوم طالبن باحتياجاتهن الصحية المتعلقة بالدورة الشهرية. وبالتالي من قام بهذا الفعل تحت ستار “الدين والعيب والوصمة” حجةً لتبرير السلوك.
ولأجل التوعية بخطورة هذا الموضوع نفسيا وجسديا كان الدافع والغاية من حملة مؤسسة موج التي دعت الى ضرورة الاعتماد على الحقائق العلمية والقانونية والدينية، من خلال محتوى إعلامي يقدم توعية مدنية مدروسة وطرقا سليمة لمحاربة هذا الخطاب..
فأخذ المعلومات الحقيقية من مصادرها الرئيسة مثل الأطباء، رجال الدين، الاختصاصيين النفسيين، وغيرها من منابر التوعية عبر صفحات المؤسسات المتخصصة في سورية لاشك أنها الأفضل والأسلم . لطالما “الدورة الشهرية” حالة فيزيولوجية طبيعية، وليست عيباً أو نجاسةً.
التالي